468x60 Ads

الصورة رقم 1 الصورة رقم 2 الصورة رقم 3 الصورة رقم 4 الصورة رقم 5

الخميس، 22 ديسمبر 2016

السيدة مارسيداس و رواية " مائة عام من العزلة "



غابريل گارسيا ماركيز
  
 كاتب كولومبي الجنسيه قضى شهور من عمره فى إعداد روايته التى حملت إسم 
" مائة عام من العزلة "
وبعد إتمامها ،

ذهب وزوجته إلى البريد لإرسال الروايه ، 
لكن الأموال لـم تكفي إلا لإرسال نصف الروايه 
لم يمتلكا ما يمكن بيعه أو رهنه إلا الآلة الكاتبة الخاصه به وخاتم الزفاف .
ثار جدال بينهم هو يريد رهن الآلة الكاتبة وهى تريد رهن الخاتم ..
إستيقظ فى أحد الأيام ليرى أن زوجته قد رهنت خاتمها 
و أرسلت النصف الآخر من الروايه ، 
 
 هذه السيده العظيمه إسمها 
" مارسيداس
 
 
رواية ماركيز بعد شهور حققت إيرادات عالميه ، 
تم ترجمتها الى 21 لغه وبيع منها ملايين النسخ ، 
وفى عام ١٩٨١ نال جائزه نوبل فى الأدب عليها .



الاثنين، 5 ديسمبر 2016

قوى السياسة العالمية توجّه دفّة المحتوى التلفزيوني ( The Simpsons )

قوى السياسة العالمية توجّه دفّة المحتوى التلفزيوني 
( The Simpsons )


بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ، 
إستعادت المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي 
مشهدًا من مسلسل الكرتون الأميركي 
« ذا سيمبسونز » يعود إلى العام 2000 

وفيه يظهر ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية . 
كما أشير إلى مجموعة من الأحداث 
التي « تنبأ » بها المسلسل قبل سنوات من وقوعها .

 


على ضوء ذلك أعلنت جامعة « غلاسكو » 
( أقدم جامعة في بريطانيا والعالم 1451 ) 
نيّتها تدريس منهاج فلسفي منتصف كانون الثاني 2017 ، 
ضمن دورة ليوم واحد ، 
 يعتمد فلسفة « هومر سيمبسون » (1989) ، 
جنباً إلى جنب مع الأفكار الأولية في فلسفة أرسطو وسقراط وفولتير . 
تحمل الدورة عنوان 
« D’oh! The Simpsons Introduce Philosophy » 
و ( D’oh ) هي الكلمة التي يستخدمها هومر 
عندما يدرك أنه تصرّف بحماقة أو عند حدوث أمر سيئ .
اقترح المقرّر جون دونالدسون مدرّس مادة الفلسفة في الجامعة الإسكتلندية ، 
هذه المادّة معتبراً أن اللجوء إلى فلسفة سيمبسون وسيلة مشروعة وناجحة .
« كان مات غرينينغ كاتب ومؤلف المسلسل طالباً في الفلسفة 
وهذا ينعكس في كل حلقة . 
إنه عمل متطوّر جدا في مجال الثقافة الشعبية 
بأفق واسع وعميق ومليء بالمواضيع الفلسفية » .
جذبت الفكرة عدداً كبيراً من المهتمين ولاقت رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي . لم يكن دونالدسون الأكاديمي الأول 
الذي أشار إلى العمق الفكري الموجود في تحفة غرينينغ . 
كتب جوليان باغيني مؤسس مجلة « الفلاسفة » 
مقالة في العام 2012 يقول فيها : 
« ذا سيمبسونز أكثر من مجرد مسلسل رسوم متحركة مضحك ، 
إنه عمل فلسفي يقدم فلسفة أفضل بكثير من بعض الفلاسفة . 
الكوميديا من أصدق أنواع الفنون ، 
إنها تخترق الصورة المخادعة التي قد نشكّلها في ما إذا كنا حكماء أو مهمين » .
أكد باغيني أنه يمكن لـ « ذا سيمبسونز » 
أن ينقل مثل هذه الأفكار عن الفلسفة أكثر من الفنون السردية الأخرى 
مثل الخيال الأدبي والسينما ، 
« حياتنا تراجيدية ومأساوية كأشخاص هزليون بشكل مثير للشفقة . 
لا يمكن لشيء أن يتفوق على « ذا سيمبسونز » في تصوير عبثية الإنسان بتنوعه ويساعدنا في تقبلها ونحن نضحك على أنفسنا » .
لكن لماذا صمد مسلسل كرتوني مثل « ذا سيمبسونز » 
هل فعلاً تحمل قضايا تلك العائلة الأميركية جاذبية تسويقية 
أم أن قوى السياسة العالمية توجّه دفّة المحتوى التلفزيوني ؟ 
يبقى إثبات الاتهامات صعبًا حول ما إذا كان « تنبؤ » سيمبسون جديراً بالدراسة . 
فإذا لم تعمل طروحات المسلسل على تقليص ثقة الجمهور في ترامب ، 
فما الذي فعلته بخصوص القرار السياسي في العالم ؟ 
في المقابل ، لا شكّ بأن تحفة فنية مثل « ذا سيمبسونز » 
يمكنها نقل أفكار عن الفلسفة أكثر من بقية أنواع الفنون السردية الأخرى 
مثل الخيال الأدبي والسينما كما يرى البعض . 
لكن ما يثير التساؤل هو نيّة الجامعة تدريس المقرّر الفلسفي عن المسلسل 
بناءاً على فوز ترامب وبالتالي اعتبارها فكرة « التنبؤ » في مسلسل كرتوني حقيقة ! .
لكم التعليق



السبت، 3 ديسمبر 2016

الرسام جيانغ قوه فانغ ،،، 畫家江國芳


لوحات الرسام جيانغ قوه فانغ الزيتية التاريخية

إن الرسم الزيتي التاريخي معناه الرسم الذي يصوّر الحوادث التاريخية والحكايات الأسطورية أو الدينية، بالإضافة الى الحوادث التي حدثت في العصر الذي عاش أو يعيش فيه الرسام. وفي معظم الأحيان تكون الحوادث التي تتجسد في الرسم التاريخي حوادث تاريخية كبيرة معروفة لدي أمة أو شعب.


يرجع تاريخ الرسم التاريخي في الغرب الى Mesopotamia ميسوبوتاميا أى حضارة وادي الرافدين ومصر القديمة. وحتى العصر الإغريقي وروما القديمة كان الرسم يجسد الواقع الممزوج بالتاريخ والحكايات الأسطورية والحكايات الفلسفية من خلال مزج العناصر الواقعية والعناصر الأسطورية في الرسم. وفي أوائل القرن التاسع عشر أصبح الرسم التاريخي مذهبا مستقلا واعتبر أنبل وأعلى موضوع للرسم.

ونبع الرسم التاريخي في الصين في العصر القديم جدا أيضا، حيث ظل الرسامون الصينيون يهتمون بهذا المجال الفني منذ عصر الربيع والخريف (770-476 ق.م) حتى القرن التاسع عشر. وتجسد مضامينه القصص التاريخية أو الأعمال الأدبية التي تعكس التاريخ والتي يكمن فيها معنى أخلاقي أو سياسي الى جانب تصوير الحوادث التاريخية.
والرسام جيانغ قوه فانغ من أول الفنانين الذين التحقوا بمعهد الفنون لدراسة نظريات الرسم في السبعينات من القرن العشرين. وتخرج في معهد فنون الرسم المركزي الصيني وبقى في نفس المعهد للتدريس. وفي أواخر الثمانينات حوّل جيانغ قوه فانغ اهتمامه من تطوير اللغة الفنية الى تحديد وتحسين نظام النظرية الفنية.



ومنذ التسعينات شكّل جيانغ قوه فانغ أسلوبه الفني الخاص من خلال شغفه بالثقافة التاريخية الصينية. وظل يفكر في كيفية تجسيد تاريخ الأمة الصينية المرتبط بتغيير المجتمع المعاصر بوسيلة لغة الرسم الزيتي وإبداع الرسم التاريخي، حتى توصل الى نتيجة أولية بإصدار أعمال الرسم الزيتية التاريخية بعنوان:
"سلسلة القصور الإمبراطورية".

وفي هذه السلسلة من أعمال رسومات جيانغ قوه فانغ تبرز القصور الفخمة والبنايات الضخمة الباهرة والشوارع المتقاطعة والمعقدة الأشكال وتبرز الخلفية التاريخية، غير أن الرسام لا يستهدف تجسيد الواقع التاريخي نفسه أو إحياء الملامح التاريخية الحقيقية بل يعمل على تجسيد التناقض والتغيير التاريخي وإدخال تجارب الرسام الشخصية وفهمه الشخصي في العصر الحالي وفي الثقافة الحديثة الى الرسم.

لذلك لم يختر الرسام في الحقيقة الحوادث أو الشخصيات التاريخية بمعنى الكلمة لتكون موضوع رسمه. وفي الكثير من أعماله أصبحت صور النساء موضوع الرسم الرئيسي. وعكسا لصور النساء الضعيفات والمريضات وغير العاديات في الماضي التي كانت تعتبر كلاسيكية، تتميز النساء في رسومات جيانغ قوه فانغ بالثقة في النفس والجمال وطيبة القلوب وصحة الأجسام حتى الشخصيات القوية التي تظهر في النساء الحديثات.
وتعكس هذه الميزات الخاصة مفهوم جيانغ قوه فانغ التاريخي: ليس رسم التاريخ مقتصرا على التاريخ نفسه، بل ينبغي أن يخرج الرسام من التاريخ ليرى ويجسّد ويهتم بالمواضيع الروحية الخالدة. ويمكن أن نقول اذا أردنا أن نقدّر وجهة نظر جيانغ قوه فانغ التاريخية ورسوماته التاريخية الجديدة فإن الرسام لم يخلق "التاريخ في الرسم" فقط بل أيضا "الرسم في التاريخ". معنى هذا أن الرسام يكتب صفحة جديدة في الرسم التاريخي، وفي نفس الوقت يدخل مجالا جديدا من التاريخ نفسه من خلال نشوده المستمر الى هذا الفن .

لكم التعليق


الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

ماذا لو عاد بك الزمان


إيرما بومبيك 


كاتبة وصحفية أمريكية شهيرة راحلة .. 
سُئِلت ذات يوم :   


ماذا لو عاد بك الزمان
هل كنت ستعيشين حياتك بنفس الطريقة ؟
وتختاري نفس الإختيارات ؟
أجابت الإجابة المعهودة للجميع
بأنها غير نادمة على أي شيء فعلته
لكنها عادت فتراجعت
عن تلك الإجابة وقالت 
لو عادت بي الحياة مرة أخرى
لن أقضي شهور الحمل في الشكوى من متاعبه
سأنتبه إلى أن الحمل معجزة إلهية .
وسأستمتع بأني جزء من هذه المعجزة وأني سبب في خروج روح أخرى إلى العالم .
لن أغلق نوافذ سيارتي صيفاً خوفاً من أن يفسد الهواء تسريحة شعري .
سأدعوا أصدقائي إلى بيتي أكثر وأستمتع بصحبتهم ،،
برغم السجادة المتسخة والأريكة الباهتة الألوان .
سأسمح لنفسي بالأكل في غرفة المعيشة ولن أكترث بأنها قد تتسخ .
سأنصت أكثر لحكايا جدي عن طفولته وشبابه .
سأستخدم تلك الشمعة الباهظة الثمن التي أهديت لي وفسدت من التخزين .
سأمرح مع أولادي على الحشائش بلا إكتراث بالبقع التي قد تلطخ ثيابي .
سأقلل دموعي وضحكاتي أمام التليفزيون على حكايا لا تخصني .
وسأحيا واقعي أنا بدموعه وضحكاته .
سأوي إلى فراشي إذا شعرت بالإرهاق .
ولن أتوهم أو أدّعي أن العمل سيتضرر لو تغيبت يوم .
إذا أرتمى إبني في أحضاني لن أبعده لأني مشغولة الأن .
لن أشتري أي شيء لمجرد أنه عملي أو يعمر طويلاً .
سأعبر أكثر عن مشاعري لمن أحبهم وسأعتذر أكثر لمن أسأت إليهم .
سأنصت أكثر لمن يحدثني .
لو أعطيت فرصة ثانية للحياة .
سأراها .. سأحياها
سأجربها .. سألمس كل لحظة فيها .
الحياة هي الحضور الواعي وفهم الأولويات .
والقدرة على التفرقة بين " المهم " و " العاجل "
وحسن الإختيار بينهما .. وتنقيتها من الإزعاجات
والتخلص مما يضيع الوقت و يستهلك الطاقة
ويضيع فيهما العمر
فلا تنفق عمرك هباءاً

لكم التعليق


الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

قف ،، هذه إمبراطورية الموت !! .

قد لا يختلف اثنان في أن باريس مدينة  رائعة الجمال .. 

 
لكن ما لا يعلمه اغلب الناس ، 
هو أن تحت هذه المدينة الكبيرة التي طبقت شهرتها الآفاق ، 
وأسفل صروحها العظيمة كبرج أيفل واللوفر وبوابة النصر الشهيرة ، 
  توجد متاهة عظيمة من الإنفاق المظلمة 
التي حفرتها سواعد آلاف العمال الكادحين عبر القرون ،
حتى توسعت لتصبح عالما آخر لا يمت بصلة لباريس النور والجمال .. 
عالم سري مخيف  تحرسه ملايين الجماجم وتعطر أجواءه رائحة  الموت الثقيلة .. 
تعال معنا عزيزي القارئ في رحلة قصيرة لنتعرف على سراديب  الموت الباريسية .
ربما تكون الصورة المطبوعة في ذهن أغلب الناس عن باريس 
تتمثل بالشوارع الصاخبة 
التي تتناثر المقاهي على جنباتها  والقصور التاريخية ذات الحدائق الغناء 
والمتاحف والمسارح والمعارض الفنية وضفاف  السين الجميلة .. الخ ، 
ولا شك في أن باريس تزخر بالكثير من هذه الأمور ، 
فهي مدينة عريقة تواجد البشر فيها منذ أقدم العصور، 
وعثر المنقبون فيها على آثار يعود  تاريخها إلى 6000 عام . 
لكن الوجه الخفي من باريس والذي يكاد معظم الناس لا يعلمون  عنه شيئا ، 
هو أنفاقها وسراديبها القديمة ، 
 فـ أسفل العاصمة الفرنسية هناك 280  كيلومترا من الإنفاق والدهاليز والردهات والممرات المظلمة التي تشكلت خلال قرون مديدة  من الحفر والتنقيب 
لاستخراج الجبس وصخور الحجر الجيري التي استخدمت في بناء  المدينة نفسها .
في باريس القديمة ، والتي كانت تدعى  " لوتيتيا " في زمن الرومان ، 
كانت الصخور تقتلع من مناجم مفتوحة فوق سطح الأرض 
لكي تستعمل في تشييد المسارح والحمامات والمسابح 
وغيرها من المرافق والصروح  الرومانية . 
 وبعد رحيل الرومان وغلبت قبائل الفرانك على بلاد الغال أو ما يسمى اليوم بفرنسا ، 
إتخذ الملك كلوفيس الأول باريس عاصمة لمملكته عام 508 ميلادية ، 
ومنذ ذلك الحين بدئت المدينة الصغيرة تزدهر وتتوسع 
 حتى زحفت أحيائها السكنية لتغطي مقالع الحجارة الغنية بالصخور ، 
وهو ما جعل عملية الحفر المفتوح مستحيلا ، 
مما اضطر عمال المناجم إلى الانتقال للحفر تحت سطح الأرض .
 وحين  توج الملك فيليب الثاني ملكا على فرنسا عام 1180 ميلادية ، 
تصاعدت وتيرة الحفر بتشجيع منه وذلك لحاجته الماسة للأحجار ومواد البناء الأخرى 
من أجل تشييد سور كبير يحمي المدينة من هجمات الأعداء ، 
وهكذا ظهرت أول شبكة للأنفاق الباريسية ثم توسعت باستمرار عبر القرون 
حتى امتدت تحت اغلب أجزاء العاصمة .
 في القرن الثامن عشر شكلت الأنفاق والسراديب العميقة تحت باريس 
خطرا متزايدا على مباني وقصور المدينة ، 
فأغلب هذه الأنفاق كانت مهجورة 
ولم يكن معلوما على وجه الدقة إلى أين تمتد وأين تنتهي ، 
وهذا الأمر قاد في  النهاية إلى تخسفات مهولة في أجزاء عديدة من باريس 
مما أدى إلى تدمير أحياء سكنية برمتها ، 
وصار الناس مرعبون من أنفاق الموت المختبئة تحت منازلهم ، 
 ولهذا صدرت عام  1777 إرادة ملكية بوقف العمل في الأنفاق 
وإغلاق وردم أجزاء كبيرة منها .
لكن باريس القرن الثامن عشر لم تكن  تعاني من الانهيارات فقط ، 
بل كانت مشاكلها متنوعة ومتعددة ، 
وهذا هو ما قاد في  النهاية إلى تفجر الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789. 
وإحدى مشاكل باريس الكبرى  آنذاك كانت جثث وهياكل الموتى !. 
فـ باريس كما ذكرنا سابقا هي مدينة قديمة ، 
ولمئات  السنين كان سكانها يدفنون موتاهم في مقابر متفرقة حول المدينة 
حتى ضاقت تلك المقابر بموتاها ، 
فتقرر حل المشكلة في القرن الثاني عشر الميلادي 
عن طريق افتتاح  مقبرة مركزية جديدة أسمها مقبرة القديسين الأبرياء 
ليدفن فيها الباريسيون جثث موتاهم .
 لكن بمرور الزمن تحولت المقبرة الجديدة إلى مشكلة بحد ذاتها ، 
فـ الدفن فيها كان يتم بطريقة عشوائية غير منظمة ، خصوصا بالنسبة للفقراء ،   
حيث كانت جثثهم تكدس فوق بعضها وغالبا ما تدفن من دون كفن ، 
وكان القساوسة يقومون بإفراغ القبور القديمة بين الحين والآخر 
وينقلون هياكل الموتى داخلها إلى مقابر جماعية عند أطراف المقبرة ، 
وبهذا كانوا يفسحون المجال للمزيد من جثث الموتى الجدد .
 في الحقيقة كانت مقبرة القديسين الأبرياء 
أشبه بمقابر تراكمت فوق بعضها حتى وصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أقدام ، 
كانت  أرضها متخمة بالجثث ولم يكن هناك متسع لموتى جدد ، 
لكن مع هذا استمر المسئولون عنها  في تكديس المزيد والمزيد .. 
وبالطبع فأن هذه الجثث المكدسة والمضغوطة داخل مساحات صغيرة 
أصبحت بالتدريج مصدر إزعاج كبير للسكان ، 
فسوق المدينة المركزي كان يقع  بالقرب من المقبرة ، 
ورائحة التعفن والتفسخ المنبعثة عن الجثث كانت لا تطاق ، 
وقد  امتدت هذه الروائح الكريهة إلى مياه الشرب المستخرجة من الآبار فلوثتها ، 
 ثم وقعت  الطامة الكبرى 
حين تهدمت بعض الأجزاء من جدران المقبرة نتيجة الضغط المتراكم فوقها 
فقذفت بالجثث المتفسخة والنتنة إلى الشوارع مما أدى إلى تفشي الأمراض  والأوبئة .
أصبحت مقبرة القديسين الأبرياء تشكل  مصدر إزعاج كبير في قلب باريس ، 
لذلك أخذت السلطات تبحث عن حل لهذه المشكلة  المتفاقمة ، 
وقد خطرت لأحد ضباط الشرطة فكرة جيدة عام 1777 ، 
كان هذا الضابط يدعى  أليكساندر لينور ، 
 وقد أقترح نقل جميع الجثث والهياكل العظمية الموجودة في مقبرة  القديسين الأبرياء 
إلى بعض الأجزاء من شبكة الأنفاق الباريسية . 
وفي عام 1785 وافقت الحكومة على خطته 
فتقرر نقل المقبرة بأكملها إلى مجموعة من الأنفاق تقع إلى الجنوب  من باريس .
نقل الموتى من المقبرة إلى الأنفاق  لم تكن مهمة سهلة ، 
فنحن هنا نتحدث عن جثث وبقايا أكثر من ثلاثين جيلا من سكان  باريس ،
 أو ما يقارب الستة ملايين من الموتى المكدسين فوق بعضهم . 
لهذا فأن عملية النقل  كانت شاقة استمرت لعدة سنوات .
كانت القبور تنبش أثناء الليل ثم تنقل  الهياكل العظمية في عربات سوداء ضخمة 
إلى الأنفاق لتكدس هناك دونما عناية أو ترتيب ،  
 لكن في عام 1810 قام مهندس يدعى لويس دي توري 
بالأشراف على عملية ترتيب هذه العظام والجماجم إلى شكلها الحالي 
الذي يراه السياح عند زيارتهم لسرداب الموتى في باريس . 
سراديب موتى باريس تمتد لـ 1.7  كيلومتر ، 

وهناك بوابات قديمة صدئة تخفي وراءها أقساما أخرى 
غير مسموح للسياح  بالتجول داخلها .
عزيزي القاريء
إذا سافرت يوما إلى باريس .. وأردت زيارة سراديب الموتى :
فلإنك بعد قطع التذكرة ستهبط سلما طويلا  يتألف من 83 درجة ( 20 مترا ) 
سيوصلك إلى رواق معتم يسوده صمت ثقيل لا يقطعه سوى صوت  المياه المترقرقة داخل مجرى مائي خفي عن الأعين ، 
 الرواق الطويل سيوصلك إلى مدخل  سرداب الموتى ،،
حيث ستستقبلك صخرة كتب عليها بالفرنسية : " قف ، هذه إمبراطورية  الموت " !! ،
وما أن تعبر هذا المدخل حتى تتيقن بأنك قد دخلت فعلا إمبراطورية  الموت .. 
مملكة هاديس السفلية المظلمة .. حيث العظام والجماجم تحيط بك من كل جانب ،  
وحيث ترمقك محاجر العيون الفارغة لأناس ماتوا قبل مئات السنين بنظرات جوفاء تلسع  برودتها جلدك 
وقد يخفق لها قلبك – رعبا بالطبع - ..
لكن هل هناك من يفكر 
بأن كل واحد من هؤلاء الموتى القابعين في هذه السراديب ، 
كان يوما ما إنساناً مشى على أديم الأرض 
وكانت له  حياته وعائلته وأمنياته وأفراحه وأحزانه .. الخ ، 
رجال أغنياء وفقراء ساوى بينهم  الموت ، 
نساء حسناوات كن يوما ما محط الأنظار ومهوى الأفئدة .. 
أناس كانوا مثلي  ومثلك وإنتهى بهم المطاف كقطعة ديكور في مقبرة جماعية !! .. 
أنها سخرية الأقدار ..  
لكن هل نعلم أنا وأنت إلى أين ستنتهي جماجمنا بعد مئات السنين ؟.


لكم التعليق



الأحد، 2 أكتوبر 2016

رجل يجيد ممارسة اﻻحترام





شقيقها..
صديقها..
حبيبها..
زوجهـا..
أو شخص ﻻ تعرفه ..
المهم هو رجل يجيد ممارسة اﻻحترام !!.




لكم التعليق



الخميس، 29 سبتمبر 2016

نظرية سيسرون ( Marcus Tullius Cicero theory )

نظرية شيشرون


كان شيشرون طالباً شديد النباهة طبقاً لبلوتارش ، وقد جذب تعليمه إنتباه روما كلها ،،
 وقد سنحت له الفرصة لدراسة القانون الروماني تحت يد كوينتس موسياس سكافولا . 
بعد عدة أعوام ، وبنفس الطريقة ، قام شيشرون بتعليم الشاب ماركوس سالياس روفوس والعديد من المحامون الشبان الآخرين ؛
وكان يعتبر هذا الإتحاد إتحادا مشرفاً بالنسبة للمدرس والتلميذ . 
حصل شيشرون على دعم رعاة العائلة ، 
ماركوس إيميلوس سكاروس ولوسياس ليسينياس كراسس . 
كان الأخير نموذجاً للخطيب ورجل الدولة بالنسبة لشيشرون .

1  
The poor people work 
2
 The rich people exploit the poors 
3
  The soldier defends everybody two
4
  The taxpayer pays for everybody three
 5
The wanderer relaxes for everybody four
6
  The drunkard, drinks for everybody five
 7
The banker swindles everybody six
8
  The lawyer cheats everybody seven
9
  The doctor bumps off everybody eight
 10
  The grave-digger buries everybody nine
11

    Political lives on the back of everyone


إن أعظم ما أسهم به شيشرون في الفكر السياسي 
هو شرحه وتحليله لنظرية الرواقيين في القانون الطبيعي 
وعنه انتقلت هذه الأفكار إلى الغرب 
التي كانت مرجعه الأساسي حتى القرن التاسع عشر ميلادي . 
وقد إنتقلت منه أول الأمر على رجال القانون الرومان ثم إلى أباء الكنيسة 
فكان شرحه هذا يستشهد به خلال القرون الوسطى دائما . 
يقول شيشرون يوجد قانون طبيعي عام ينبثق من واقع حكم العناية الإلهية للعالم كله ، 
كما ينبثق من الطبيعة العقلية والاجتماعية للبشر وهذا البشر هو أدنى ما يكون إلى الله ، 
هذه نظرته لفكرة دستور دولة العالم ، 
أي دستور واحد صالح لكل زمان ومكان لا يتغير ولا يتبدل ،
وهو ملزم لجميع الناس والأمم ، 
وأي تشريع مخالف لأحكام الدستور هذا لا يستحق أن يسمى قانونا ، 
لأنه من غير الممكن جعل الصواب خطأ ،
ويرى شيشرون 
كذلك أن القانون الطبيعي لا يجوز تعطيل أحكامه بتشريعات من صنع البشر ، 
كما لا يجوز الحد من نطاق أحكامه أو إلغاء نفاذ أحكامه ، 
بل حتى المؤسسات السياسية مثل مجلس الشيوخ والنواب والشعب 
يحملون على التنحي عن واجبنا في إطاعة هذا القانون 
الذي هو من عند الله الحاكم والسيد المشروع لهذا القانون وراعيه 
وبالتالي فالناس سواسية في ضوء هذا القانون 
وحتى إذا سلمنا بأن الناس ليسوا سواء في المعرفة والعلم 
لا يطلب من الدولة أن تسوي بين الناس في الملكية ، 
ومع ذلك فهي مطالبة بالتسوية بينهم في الملكات والملكات العقلية 
وفي مقومات شخصياتهم النفسية ، 
ويرى من جهة أخرى أن الناس جميعا مهما كان جنسهم 
لهم نفس القدرة على اكتساب الخيرات التي يكتسبها غيرهم 
وأنهم جميعا متساوون في القدرة على التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ .

لكم التعليق


الخميس، 1 سبتمبر 2016

وتبقـــى القهـــوة مـــرّة



 
بعد فراق دام سنوات .. 
 
 
صادفها جالسة في مكانهما القديم أمام فنجانَي قهوة .. 
بادرها مبتسماً ،، هل مازلت تطلبين لنا القهوة مرّة ؟ . 
أشاحت بناظريها بصعوبة عن خاتم الزواج في بنصره الأيسر .. 
إرتسمت علي شفتيها إبتسامة باهتة ،، 
و أجابته : 
زوجي يفضل القهوة حلوة ،، و أنا كذلك ..
بـ إبتسامة باهته وعينان إنطفأ بريقهما ،، ودّعها منصرفاً .. 
أشارت الى النادل لـ يحمل فنجانها الفارغ و فنجان آخر بارد لم يُمس بعد .. 
نعم مازالت تحتسي قهوتها مرّة 
و مازالت تطلب له فنجاناً معها ..
و مازالت وحيدة تفي بـ عهد لم يصنه سواها !! .