لوحات الرسام جيانغ قوه فانغ الزيتية التاريخية
إن الرسم الزيتي التاريخي معناه الرسم الذي يصوّر الحوادث التاريخية والحكايات الأسطورية أو الدينية، بالإضافة الى الحوادث التي حدثت في العصر الذي عاش أو يعيش فيه الرسام. وفي معظم الأحيان تكون الحوادث التي تتجسد في الرسم التاريخي حوادث تاريخية كبيرة معروفة لدي أمة أو شعب.
يرجع تاريخ الرسم التاريخي في الغرب الى Mesopotamia ميسوبوتاميا أى حضارة وادي الرافدين ومصر القديمة. وحتى العصر الإغريقي وروما القديمة كان الرسم يجسد الواقع الممزوج بالتاريخ والحكايات الأسطورية والحكايات الفلسفية من خلال مزج العناصر الواقعية والعناصر الأسطورية في الرسم. وفي أوائل القرن التاسع عشر أصبح الرسم التاريخي مذهبا مستقلا واعتبر أنبل وأعلى موضوع للرسم.
ونبع الرسم التاريخي في الصين في العصر القديم جدا أيضا، حيث ظل الرسامون الصينيون يهتمون بهذا المجال الفني منذ عصر الربيع والخريف (770-476 ق.م) حتى القرن التاسع عشر. وتجسد مضامينه القصص التاريخية أو الأعمال الأدبية التي تعكس التاريخ والتي يكمن فيها معنى أخلاقي أو سياسي الى جانب تصوير الحوادث التاريخية.
والرسام جيانغ قوه فانغ من أول الفنانين الذين التحقوا بمعهد الفنون لدراسة نظريات الرسم في السبعينات من القرن العشرين. وتخرج في معهد فنون الرسم المركزي الصيني وبقى في نفس المعهد للتدريس. وفي أواخر الثمانينات حوّل جيانغ قوه فانغ اهتمامه من تطوير اللغة الفنية الى تحديد وتحسين نظام النظرية الفنية.
ومنذ التسعينات شكّل جيانغ قوه فانغ أسلوبه الفني الخاص من خلال شغفه بالثقافة التاريخية الصينية. وظل يفكر في كيفية تجسيد تاريخ الأمة الصينية المرتبط بتغيير المجتمع المعاصر بوسيلة لغة الرسم الزيتي وإبداع الرسم التاريخي، حتى توصل الى نتيجة أولية بإصدار أعمال الرسم الزيتية التاريخية بعنوان:
"سلسلة القصور الإمبراطورية".
وفي هذه السلسلة من أعمال رسومات جيانغ قوه فانغ تبرز القصور الفخمة والبنايات الضخمة الباهرة والشوارع المتقاطعة والمعقدة الأشكال وتبرز الخلفية التاريخية، غير أن الرسام لا يستهدف تجسيد الواقع التاريخي نفسه أو إحياء الملامح التاريخية الحقيقية بل يعمل على تجسيد التناقض والتغيير التاريخي وإدخال تجارب الرسام الشخصية وفهمه الشخصي في العصر الحالي وفي الثقافة الحديثة الى الرسم.
وفي هذه السلسلة من أعمال رسومات جيانغ قوه فانغ تبرز القصور الفخمة والبنايات الضخمة الباهرة والشوارع المتقاطعة والمعقدة الأشكال وتبرز الخلفية التاريخية، غير أن الرسام لا يستهدف تجسيد الواقع التاريخي نفسه أو إحياء الملامح التاريخية الحقيقية بل يعمل على تجسيد التناقض والتغيير التاريخي وإدخال تجارب الرسام الشخصية وفهمه الشخصي في العصر الحالي وفي الثقافة الحديثة الى الرسم.
لذلك لم يختر الرسام في الحقيقة الحوادث أو الشخصيات التاريخية بمعنى الكلمة لتكون موضوع رسمه. وفي الكثير من أعماله أصبحت صور النساء موضوع الرسم الرئيسي. وعكسا لصور النساء الضعيفات والمريضات وغير العاديات في الماضي التي كانت تعتبر كلاسيكية، تتميز النساء في رسومات جيانغ قوه فانغ بالثقة في النفس والجمال وطيبة القلوب وصحة الأجسام حتى الشخصيات القوية التي تظهر في النساء الحديثات.
وتعكس هذه الميزات الخاصة مفهوم جيانغ قوه فانغ التاريخي: ليس رسم التاريخ مقتصرا على التاريخ نفسه، بل ينبغي أن يخرج الرسام من التاريخ ليرى ويجسّد ويهتم بالمواضيع الروحية الخالدة. ويمكن أن نقول اذا أردنا أن نقدّر وجهة نظر جيانغ قوه فانغ التاريخية ورسوماته التاريخية الجديدة فإن الرسام لم يخلق "التاريخ في الرسم" فقط بل أيضا "الرسم في التاريخ". معنى هذا أن الرسام يكتب صفحة جديدة في الرسم التاريخي، وفي نفس الوقت يدخل مجالا جديدا من التاريخ نفسه من خلال نشوده المستمر الى هذا الفن .
لكم التعليق
0 التعليقات:
إرسال تعليق