468x60 Ads


الاثنين، 5 ديسمبر 2016

قوى السياسة العالمية توجّه دفّة المحتوى التلفزيوني ( The Simpsons )

قوى السياسة العالمية توجّه دفّة المحتوى التلفزيوني 
( The Simpsons )


بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ، 
إستعادت المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي 
مشهدًا من مسلسل الكرتون الأميركي 
« ذا سيمبسونز » يعود إلى العام 2000 

وفيه يظهر ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية . 
كما أشير إلى مجموعة من الأحداث 
التي « تنبأ » بها المسلسل قبل سنوات من وقوعها .

 


على ضوء ذلك أعلنت جامعة « غلاسكو » 
( أقدم جامعة في بريطانيا والعالم 1451 ) 
نيّتها تدريس منهاج فلسفي منتصف كانون الثاني 2017 ، 
ضمن دورة ليوم واحد ، 
 يعتمد فلسفة « هومر سيمبسون » (1989) ، 
جنباً إلى جنب مع الأفكار الأولية في فلسفة أرسطو وسقراط وفولتير . 
تحمل الدورة عنوان 
« D’oh! The Simpsons Introduce Philosophy » 
و ( D’oh ) هي الكلمة التي يستخدمها هومر 
عندما يدرك أنه تصرّف بحماقة أو عند حدوث أمر سيئ .
اقترح المقرّر جون دونالدسون مدرّس مادة الفلسفة في الجامعة الإسكتلندية ، 
هذه المادّة معتبراً أن اللجوء إلى فلسفة سيمبسون وسيلة مشروعة وناجحة .
« كان مات غرينينغ كاتب ومؤلف المسلسل طالباً في الفلسفة 
وهذا ينعكس في كل حلقة . 
إنه عمل متطوّر جدا في مجال الثقافة الشعبية 
بأفق واسع وعميق ومليء بالمواضيع الفلسفية » .
جذبت الفكرة عدداً كبيراً من المهتمين ولاقت رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي . لم يكن دونالدسون الأكاديمي الأول 
الذي أشار إلى العمق الفكري الموجود في تحفة غرينينغ . 
كتب جوليان باغيني مؤسس مجلة « الفلاسفة » 
مقالة في العام 2012 يقول فيها : 
« ذا سيمبسونز أكثر من مجرد مسلسل رسوم متحركة مضحك ، 
إنه عمل فلسفي يقدم فلسفة أفضل بكثير من بعض الفلاسفة . 
الكوميديا من أصدق أنواع الفنون ، 
إنها تخترق الصورة المخادعة التي قد نشكّلها في ما إذا كنا حكماء أو مهمين » .
أكد باغيني أنه يمكن لـ « ذا سيمبسونز » 
أن ينقل مثل هذه الأفكار عن الفلسفة أكثر من الفنون السردية الأخرى 
مثل الخيال الأدبي والسينما ، 
« حياتنا تراجيدية ومأساوية كأشخاص هزليون بشكل مثير للشفقة . 
لا يمكن لشيء أن يتفوق على « ذا سيمبسونز » في تصوير عبثية الإنسان بتنوعه ويساعدنا في تقبلها ونحن نضحك على أنفسنا » .
لكن لماذا صمد مسلسل كرتوني مثل « ذا سيمبسونز » 
هل فعلاً تحمل قضايا تلك العائلة الأميركية جاذبية تسويقية 
أم أن قوى السياسة العالمية توجّه دفّة المحتوى التلفزيوني ؟ 
يبقى إثبات الاتهامات صعبًا حول ما إذا كان « تنبؤ » سيمبسون جديراً بالدراسة . 
فإذا لم تعمل طروحات المسلسل على تقليص ثقة الجمهور في ترامب ، 
فما الذي فعلته بخصوص القرار السياسي في العالم ؟ 
في المقابل ، لا شكّ بأن تحفة فنية مثل « ذا سيمبسونز » 
يمكنها نقل أفكار عن الفلسفة أكثر من بقية أنواع الفنون السردية الأخرى 
مثل الخيال الأدبي والسينما كما يرى البعض . 
لكن ما يثير التساؤل هو نيّة الجامعة تدريس المقرّر الفلسفي عن المسلسل 
بناءاً على فوز ترامب وبالتالي اعتبارها فكرة « التنبؤ » في مسلسل كرتوني حقيقة ! .
لكم التعليق



0 التعليقات:

إرسال تعليق