468x60 Ads

الصورة رقم 1 الصورة رقم 2 الصورة رقم 3 الصورة رقم 4 الصورة رقم 5

الاثنين، 25 أبريل 2016

أحمر الشفاه بين السحر و الإغواء

 أحمر الشفاه..


ذلك الإصبع الصغير الملون الذي يختبئ اليوم في حقيبة كل امرأة، يحمل أسرار المجتمعات التي حكمت العالم، من الحقبة السومرية القديمة إلى عصر هيمنة الثقافة الأميركية.

بين الحياة والموت



الملكة شبعاد السومرية من أور القديمة كانت في طليعة عاشقات أحمر الشفاه في التاريخ، في حقبةٍ تعود إلى 3500 ق.م، ملونةً شفتيها بالرصاص الأبيض وفتات الصخور الحمراء ، فتبنى الشعب من نساءٍ ورجال ذلك الطقس في تزيين الشفاه حتى بعد الموت. مستحضرات التجميل المشتقة من الطبيعة، كانت مسؤولة عن عددٍ من الوفيات، ولكن أحمر الشفاه كان أقل خطورة، وكان رمزاً من رموز الخلود لحقبة طويلة من الزمن.

النهضة المصرية


صناعة أحمر الشفاه تطورت على أيدي المصريين ، إذ كانت تستخدم الفئة العليا من المجتمع، مع الملوك ورجال الدين، أنواعاً عدة منه رغم خطورة بعض مكوناته.





رجال ونساء تبرجوا يومياً لإظهار انتمائهم إلى طبقةٍ اجتماعية ما. وتطورت المكونات والوصفات مع مرور الوقت، وابتكرت الألوان الجديدة كالبرتقالي والبنفسجي. وأول لون أحمرٍ حقيقي شهده التاريخ اقتبس من القرمزي، ليرسم شفتي كليوباترا في العام 50 ق.م. 

للعاهرات فقط


أتت الثقافة اليونانية لتنظر إلى زينة أحمر الشفاه بطريقة مثيرة للجدل، وأصبح ذلك التبرج حكراً على عالم العاهرات اللواتي استخدمن الطرق الطبيعية كصبغ الشفاه أو تلوينها بالنبيذ، أو مكونات أكثر غرابة كدهن الغنم وبراز التماسيح.

وفي تلك الحقبة ولد أول قانون يطال أحمر الشفاه، إذ كانت تتم معاقبة فتيات الهوى إذا ظهرن في المجتمع من دون الأحمر على شفاههن، كما لو أنهن ينتمين إلى سيدات المجتمع.

ثم انتقلت ثقافة أحمر الشفاه من عالم المومسات إلى عالم النخبة، بينما نساء الطبقة العاملة تفادين التبرج.

العودة إلى الأحمر


ما إن وقعت السلطة بيد الإمبراطورية الرومانية، عاد أحمر الشفاه إلى عزّه بعيداً عن المحظورات، بشكلٍ يدل على انتماء لطبقة اجتماعية ما، وليس لتحديد الجنس.

فاستعان الرجال به لإبراز رتبتهم إلى العلن، وللمزيد من الجمال بطبيعة الحال. هذا لا يعني أن المرأة لم تكن هي سيدة الموقف بما يتعلق بأحمر الشفاه، ومثالٌ على ذلك، كانت الإمبراطورة بوبايا سابينا زوجة نيرون، محاطة دوماً بـ100 مساعد ومساعدة، لتبقى شفتاها دوماً ملونتين. 


تدخل الشياطين الاجتماعية


بعد انحدار موضة أحمر الشفاه في العصور المظلمة، أتى الدين في القرون الوسطى ليلعن ذلك المستحضر وينسبه للشيطان، خصوصاً في بريطانيا، مع بعض الحالات الاستثنائية، التي تُستخدم فيها ألوان "طاهرة" دينياً كالزهر والزنبق.

لكن مكانة أحمر الشفاه المتناقضة بين المرغوب والمنبوذ تطورت في عصر النهضة، فأعطت حرية الاستخدام للطبقة العليا، التي لا يطالها أحد في مختلف أنحاء أوروبا. بينما كان مصير الباعة المتجولين في الشوارع، الذين يتلاعبون بالخرافات الشعبية محاولين إقناع المارة بالقوة الساحرة التي يمتلكها أحمر الشفاه، الشنق كما هو مصير السحرة.

إنكلترا القرن السادس عشر هي بلاد الملكة إليزابيث الأولى، التي أشرفت على اختراع "قلم الحمرة" الأول في التاريخ، من خلال قولبة المكونات الطبيعية كحليب التين وبياض البيض والمسكة وصبغ القرمز، وتجفيفها تحت أشعة الشمس. وهي أيضاً بلاد شعب لحق ملكته في إيمانها بالقوة العجائبية التي يملكها أحمر الشفاه. لكن الكنيسة لم تحبّذ كثيراً ذلك الإيمان بتلك القوة الخارقة، فظهرت في تلك الحقبة صور لشياطين يضعون أحمر الشفاه، لدفع النساء إلى اللجوء إلى كرسي الاعتراف إذا ما تذوقن طعم تلك الخطيئة الجميلة. وكما يصفه موقع :psychologies أحمر الشفاه يعطي الفم طابعاً جنسياً، وبطاقة سفر سريعة إلى الجحيم.

الإغواء السري


في أواخر القرن الثامن عشر وأيضاً في إنكلترا، البلاد التي عاشت الصراع الثقافي الأكبر مع أحمر الشفاه، أصدر البرلمان قراراً يبطل زواج امرأة من رجل، ويتهمها بالشعوذة، إذا حاولت إغواءه بأحمر شفاهها وزهر خدودها حتى توقعه في فخ الزواج.

في أوائل القرن التاسع عشر، صرّحت الملكة فيكتوريا علناً أن التبرج هو أمرٌ "غير مهذب" ومخصص فقط للعاهرات والممثلات، وخصوصاً أحمر الشفاه الذي كان يعتبر "الأكثر فظاظة". وهنا ظهرت موجة مثيرة للاهتمام، إذ حاولت النساء وضع إستراتيجيات للتهرب من الحظر الاجتماعي على استخدام مستحضرات التجميل، من خلال تقبيل ورقة كريب وردية أو عض الشفاه حتى يميل لونها إلى الأحمر.

المؤسسات السرية لبيع مستحضرات التجميل كثرت آنذاك، تلجأ إليها المرأة مع غطاء على الرأس كي لا يعرفها أحد، تدخل غرفة خاصة فردية حيث يتم تهريب أحمر الشفاه، قبل أن تعود وتختبئ في منزلها وحدها، أو تتشارك "مخدّرها" الاجتماعي مع صديقاتها. 


فك العقدة


بدأت تلك النظرة المهينة إلى أحمر الشفاه تتغير بفضل الممثلات، اللواتي أبقين على استخدام مستحضرات التجميل في العمل، وعاهرات الطبقة العليا من المجتمع أو Demi-mondaines.

حتى الرجال, بدأوا في تلك الفترة يحبذون استخدام المرأة لمستحضرات التجميل، لإلهائها عن أمورٍ تشكل خطورة أكبر بالنسبة إليهم، كممارسة الرياضة أو الانقضاض على الوظائف. إلى أن جاءت الممثلة الفرنسية الشهيرة Sarah Bernhardt حاملةً معها إحدى أكبر فضائح العصر، يوم ظهرت في العلن وهي تضع أحمر للشفاه جريئاً عام 1880.

الاحمرار الاقتصادي


انطلاقة القرن العشرين رافقها تغيرات جذرية على الصعيد الاقتصادي والثقافي – الاجتماعي، خصوصاً مع نهضة القوة الأميركية، وهذا ما أدى إلى تحرر رمزية أحمر الشفاه، لتصبح مخصصة للمرأة ورمزاً لاستقلاليتها الاجتماعية.

الشركة الفرنسية Guerlain قدمت أول أحمر شفاه على شكل إصبع صغير لزبائنها الأرستوقراطيين. وليلة اندلاع الحرب العالمية الأولى، أصبح ذلك الإصبع الأحمر الصغير في متناول الجميع، برغم حظر بعض الولايات استخدامه لمن هن دون الـ44 عاماً، لخلق انطباع زائف.

قوة أحمر الشفاه "الشافية"، كما نظرت إليها الملكة إليزابيث الأولى، عادت لتتجسد بقرار ونستون تشرشل تقنين إنتاج مستحضرات التجميل خلال الحرب العالمية الثانية، باستثناء أحمر الشفاه بفضل تأثيره الإيجابي على المعنويات.



البروباغندا الهوليوودية



عشقت إليزابيث تايلور أحمر الشفاه إلى درجة طلبت أن لا يضع أي شخصٍ آخر من طاقم أفلامها اللون الأحمر على الشفاه. وكانت معروفة بقولها: "اسكبي لنفسك كأساً، ضعي أحمر الشفاه، واستعيدي معنوياتك".

في الخمسينيات من القرن الماضي تحولت رمزية أحمر الشفاه من "لحظات ديفا" إلى اللمسة التجميلية الأخيرة لأي لباس، لتبدو كل امرأة مثل ماريلين مونرو وإيفا غاردنر وغيرهما. 

إلا أن فترة الستينيات والسبعينيات ابتعدت عن الأحمر لتقترب أكثر من الألوان الداكنة، كالأسود والبنفسجي تماشياً مع موجة البانك Punk. لتعود مادونا في الثمانينيات وتقبل الشاشات بشفتيها الحمراوين، وتعيد الثورة الأنثوية الحمراء إلى مكانها.

اليوم 80% من نساء أميركا الشمالية يستخدمن أحمر الشفاه باستمرار، بينما 30% منهن يملكن 20 قلماً للشفاه على الأقل، في أي مرحلة من حياتهن الراشدة. لا نملك إحصاءات عن استخدام المرأة العربية واستهلاكها لأحمر الشفاه، لكن معظم نساء البلاد العربية يظهرن للعلن بأحمرٍ جذاب على شفاههن، برغم الفتاوي التي تحظر الظهور أمام الأجانب مع شفتين حمراوين. وتسمح باستخدام أحمر الشفاه، إذا كانت غايته فقط التجمل للزوج.

سلاح المرأة الفعّال


بلغة علم النفس، يرتبط اللون الأحمر بالدفء والطاقة الإيجابية والاندفاع، وهذا ما يؤثر على معنويات المرأة. وقد برهن علماء من جامعة Manchester أن شفتي المرأة الملونتين بالأحمر، أكثر جاذبية للجنس الآخر، من خلال دراسة خضع فيها 50 رجلاً لمشاهدة صور لنساء، نتج عنها أنهم يحدقون بالشفاه الحمراء اللون مدة 7.3 ثوانٍ، وبالشفاه الزهرية اللون مدة 6.7 ثوانٍ، و2.2 ثانيتين بشفاه طبيعية غير ملونة.

دراسة أخرى من فرنسا أكدت أن نادلات المطاعم، اللواتي يستخدمن أحمر الشفاه ينلن بقشيشاً أعلى من النادلات بشفاه ملونة بالزهر أو البني أو غير الملونة. فـ50% من البقشيش يعطيها الزبائن الرجال للشفاه الحمراء، بينما 30% منها يذهب للشفاه الأخرى . كـ شفتي المرأة الجنسية 
بحسب Diane Ackerman كاتبة “A Natural History of the Senses”، يعتقد علماء الأنتروبولوجيا أن تلوين الشفاه بالأحمر هو بمثابة تذكير بلون شفتي المرأة الجنسية . وقد يكون هذا هو سبب حظره على مدى عقود طويلة.

رأي الرجل المعاصر بلون شفتي المرأة





موقع Cosmopolitan جمع آراء بضعة رجال حول ألوان مختلفة من أحمر الشفاه. فأتت النتائج على الشكل التالي:


اللون الأحمر : 
"الشفاه الملونة بالأحمر لا يمكنها إلا أن تجذبنا، ولكن أحياناً تبدو المرأة وكأنها تبالغ بمحاولة لفت انتباهنا".

اللون الزهري : 
"شفاه مرسومة بلون الزهر اللماع، قد تعطي طابعاً رخيصاً".

الألوان الداكنة : 
"الشفاه الداكنة قد تبدو جذابة وغامضة على بعضهن، ولكن قد تعطي طلة إيموEmo على نوعٍ آخر من النساء".

الشفاه الطبيعية : 
"شفاه طبيعية يعني أن لونها يميل إلى الزهري الفاتح، فاتنة وجذابة".

اللون البرتقالي : 
"الشفاه البرتقالية قد تبدو غريبة جداً لنا حتى درجة الإزعاج".

 ( منقول )

لكم التعليق


آباء ظالمون

آباء و أبناء!!.



تتلخص العلاقة الإنسانية الطبيعية بين الأب والابن بتقديم الرعاية والحب له في الطفولة، والمشاركة والحوار في سن المراهقة والتفاهم والعطاء في سن الشباب والنضج. ولكن في الواقع، تبدو بعض العلاقات الأبوية في عالمنا العربي مشوّهة بالنسبة لهذا المفهوم المبسط. إذ تقوم العلاقات داخل بعض الأسر على ما يسمى "النظام الأبوي"، هذا النظام الذي يمنح الأب سلطة شبه مطلقة على زوجته وأولاده، الذكور والإناث. في ما يلي بعض الشهادات الحية لأبناء عاشوا القسوة الأبويّة خلال طفولتهم في سوريا، ومنهم من لا يزال يعيشها.

في كثير من الأحيان يخضع الأبناء لهذه السلطة ويؤمنون بها فتستمر علاقتهم مع آبائهم على وتيرة واحدة، لا يمكن وصفها بالجيدة. وفي حالات أخرى يسرف الآباء في ممارسة القمع والتسلّط والتعنيف فيتمّرد عليهم الأبناء، وتغدو العلاقة في نهاية المطاف سطحية فارغة من أي معنى، أو تصل لطريق مسدود ينقطع فيها التواصل بين الطرفين.

ذكرى مؤلمة ..

تتنوع تصرفات الآباء المتسلطين، إلّا أنّها تشترك بحبهم لاتخاذ جميع القرارات نيابة عن أبنائهم، واتباع أسلوب التهديد والوعيد لإجبارهم على تنفيذ أوامرهم، وكتم لغة الحوار داخل الأسرة، عوضاً عن استخدام العنف تجاه أبنائهم في الكثير من الأحيان.
أقوال جاهزة ..

أعرف أن والدي كان يحبنا، رغم قسوته كانت مشاعره تظهر في أوقات كثيرة، لكن لا أذكر أنه ضمني أو قبلني مرّة
 

الديكتاتورية الأسرية ..

تصف هبة (28 عاماً – حلب) والدها المتوفى بأنه "كان سريع الانفعال، يثور غضباً على أتفه الأمور، ولم يكن يضحك إلا نادراً". وتضيف: "حتى اليوم لا أذكر سوى وجهه العابس، وعينيه الزرقاوين الجاحظتين، ووجهه المشتعل احمراراً. حين كان ينظر إليّ كان قلبي يقع بين قدمي، كان ينادينا كضابط يستدعي جندياً في المعسكر".
وتذكر: "حين نكون نائمين ليلاً، كان يفتح الباب فجأة، ويصيح لنستيقظ، يتهمنا بأننا لا نحترمه ولا ننفذ أوامره، يسحب حزامه الملفوف على خصره، ويضربنا واحداً تلو الآخر. كان هذا يحدث معنا لسنوات، ويتكرر كل شهر مرّة أو أكثر".
تستطرد: "أعرف أن والدي كان يحبنا، رغم قسوته كانت مشاعره تظهر في أوقات كثيرة، رأيت حبه لي حين تزوجت وحين سافرت، لكن لا أذكر أنه ضمني أو قبلني مرّة، مشاعري نحوه اليوم يطغى عليها الألم".

حياة سريّة ..

 يميل الكثير من المراهقين والشباب لأن يعيشوا حياتهم السريّة الخاصة، يهربون فيها من رقابة آبائهم المتسلطين وهيمنتهم على حياتهم، ويكوّنون لأنفسهم عالماً يملكون فيه القرار وحدهم.
تروي شذى (26 عاماً – حلب) أنها باتت تخفي عن والديها كل تفاصيل حياتها منذ دخولها الجامعة. تقول: "كنت أستمتع بأي أمر لا يعرفانه عنّي، في الجامعة بات لي أصدقاء جدد من دون أن يرضى والداي عنهم، ومن دون أن يتعرفوا إليهم أصلاً، وأصبح لي غرفة في السكن الجامعي لا يستطيع أبي أن يفتحها في أي لحظة ويفتش فيها بين دفاتري وأغراضي. جميع هذه التفاصيل الطبيعية كانت ممتعة بشكل لا يصدّق". وتضيف: "وجودي في مدينة أخرى للدراسة ساعدني في أن أخفي عنهم كل نشاط أقوم به تقريباً، لنقل إن هذه كانت طريقتي اللاشعورية للانتقام من حياة الجحيم التي كنت أعيشها في السابق".
أما حسام (31 عاماً – إدلب) فيرى أن عيش حياة سرية كانت طريقته الوحيدة لتجنب أوامر والده والخوض في مشاكله التي لا تنتهي. يقول: "كنت لا أزال في الابتدائية حين بدأت أواجه مشاكلي وحدي، أدركت مبكرأ أن كل ما يفعله والدي هو أن يغضب ويفاقم المشكلة، ويفرض عقابه. يوماً بعد يوم باتت المسافات بيننا كبيرة جداً، مثلاً أبي لا يعلم اليوم أنني متزوج من فتاة أجنبية ولديه حفيد، فهو لا يزال يهددني بأنه سيغضب علي إن لم أتزوج إحدى بنات عمي، وحتى أمي لم تتجرأ على إخباره. بالنسبة لي الخوف ليس هو السبب، بل لأنني لا أريد أن أقحمه في حياتي بعد الآن".
وبالرغم من انحسار سلطة آبائهم عليهم، يبدو أن كلاً من شذى وحسام لا يزالان يعانيان من انعكاسها على حياتهما اليوم. تشير شذى إلى أنها، بخلاف جميع زميلاتها، كانت تبحث من حيث لا تدري على شريك حياة نقيض لوالدها. تقول: "حين ارتبطت بزوجي اكتشفت هذه الحقيقة، لطالما أردت رجلاً حنونا هادئاً، وكان يجذبني الوجه الضاحك والشخصية المتسامحة".
أما حسام فتحدث عن إحساسه بانعدام الأمان الذي يرافقه منذ الطفولة، يقول إن "من لم يجد الاستقرار في منزل والديه لن يجده في مكان آخر"، ويضيف: "ما عشته في صغري جعل مني إنساناً شديد التوتر، وسلبياً ولا يثق بأحد".

التحرّر ..

يطمح الكثيرون ممن عاشوا سنوات طويلة تحت سلطة آباء ظالمين ليعيشوا حياة ينعمون فيها بالحرية، فيثورون على هذه الدكتاتوريات الأسرية ويشقون طريقهم في الحياة بأنفسهم.
تنتمي ميساء (34 عاماً – دمشق) لعائلة محافظة، ترفض تعليم البنات وتسعى لتزويجهن في سن صغيرة، ووالدها كان متبنياً لهذه العادات وقاسياً جداً. تقول: "لم نكن نجرؤ على مخالفة والدي، كان صارماً جداً، ذات مرّة حين كنت في الثانوية العامة، ناداني لأحضر له فنجان القهوة، كنت أغوص في حلّ مسألة رياضيات ونسيت الأمر، فجاء إليّ غاضباً وجمع جميع دفاتري وكتبي وأحرقها أمامي، لم أحتمل المشهد وانهارت أعصابي. ذلك اليوم كان علامة فارقة في حياتي، عدت وتماسكت من جديد، وتابعت الدراسة بإصرار مضاعف، أردت أن أشق طريقي بنفسي وأتحرر من ظلمه لنا، وقررت أن لا أسمح له أن يمنعني مما أريد".
وتتابع: "نلت الشهادة الثانوية ودرست الطب وتخرجت وأصبحت مستقلة مادياً، طريقٌ كانت مليئة بالصدامات معه، لكني كنت دائماً أجد طريقة لتنفيذ ما أريد بحنكة. حتى أنني تزوجت من أحب من طائفة دينية أخرى، وهذا أشبه بالمعجزة في عائلتي. المفارقة أن أبي يفتخر اليوم بنجاحي أمام الناس وينسب الفضل إليه".

رأي علم الاجتماع ..

يرى عبد الحميد الفقير، المتخصص في علم الاجتماع، أن "كسر التسلط الأبوي على مستوى المجتمع، لا يكون إلا بالسعي نحو بديله الوحيد وهو مجتمع الحرية والعدالة والحقوق، الذي يتم الوصول إليه بدفع المجتمع لتبني موقف عقلاني يقوم على مبدأ المساواة والعدل واحترام كرامة الإنسان تجاه كل من الطفل والمرأة والفقير". ويضيف: "الظلم الذي يمارسه الوالد هو في معظم الأحيان انعكاس للظلم الذي عاشه في طفولته والذي يعيشه في حياته، فالآباء لا يغدقون على أبنائهم عاطفة حرموا هم منها في طفولتهم وتربّوا على إخفاء مشاعرهم، وفاقد الشيء لا يعطيه. كما أن هذا الأب الذي يعود في نهاية اليوم ويظلم أطفاله، ربما يكون تعرّض خلال يومه للاستغلال في العمل، أو يعمل في ظل قانون لا يضمن له حقوقه، أو يدفع الرشوة لتسوية أموره، هذه كلها مظالم اجتماعية تشكل حلقة واحدة".

السياسية الأبوية ..

يجمع الباحثون على أنّ الإرث الديني لكل من اليهودية والمسيحية ساهم في تكريس الثقافة الأبوية، التي يسيطر فيها الرجال على الأسرة والمجتمع والدولة، وتحتل فيها المرأة مكانة تالية لمكانة الرجال. هذه الثقافة عززها الإسلام أيضاً، إذ كان حاسماً في إعطاء الرجال السلطة على النساء في الأسرة والمجتمع، وهو ما تدل عليه عشرات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
إلّا أن الثقافة الأبوية لم تقتصر على المجتمعات التي اعتنقت هذه الديانات، إنما سادت في معظم المجتمعات البشرية، وربط باحثون بذورها بقسوة الطبيعة التي عاشتها المجتمعات في الماضي، وصعوبة كسب العيش آنذاك، إذ كان الرجل أقدر جسدياً على توفير الأمن والغذاء وبالتالي اكتساب السلطة.

من جانب آخر، يرتبط هذا الشكل من النظام الأسري الأبوي بأشكال الأنظمة السياسية الأبوية التي تحكم عالمنا العربي اليوم، فالقائد في مجتمعنا هو الأب، والأب هو القائد، ومن هذا المنطلق تحرص الأنظمة السياسية الأبوية على تعزيز حليفها النظام الأبوي الأسري من خلال المناهج التربوية والقوانين .
( منقول )

لكم التعليق


الاثنين، 18 أبريل 2016

الجن بين الحقيقة و الخيال


ظاهرة الاشباح ،،،


أصولها وأهم القصص عنها ورأي العلم فيها .




الشبح او الاشباح ظاهرة اشتهرت في غالبية الحضارات تقريبا , والشبح هو طيف يظهر تجسيد لشخص ميت , ويكون الشبح اما شريرا واما طيبا, وهناك من الاشباح من نال شهرة عالمية فيما بقيت بعضها حبيسة ثقافة معينة ولم تعش قصصها الا بضعة عقود, وقد كانت الفترة الممتدة من بدايات القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر من اكثر الفترات التي ازدهرت فيها حكايات الاشباح وخاصة في اوروبا حيث ظهرت اشباح بأسماء واشكال محددة وهو ما اطلق العنان لبعض الروائيين لتأليف بعض الكتب التي تستعرض بعض قصص الاشباح التي تعامل معها العامة وحتى بعض المثقفين على انها شخصيات واقعية.


يمتلك الشبح جسم شاحب لا يراه معظم الناس لكنهم يلحظون اثره وقد يساعدهم او يبطش بهم , وهناك اشباح صامتة واخرى صاخبة وتصدر اصوات تسمع من مسافات بعيدة , وللاشباح اماكن محددة تعيش فيها حسب غالبية قصص الاشباح , وهذة الاماكن قد تكون مهجورة او حدث فيها جرائم بشعة من قبل, وللاشباح القدرة على اختراق الجدران والابواب فهي لا تتكون من مادة طبيعية بل من طيف شبه مرئي, وقد اعتقد بعض الناس ان الشبح هو عبارة عن روح شخص لم يتم دفنه حسب المراسم الجنائزية المتبعة وانما ترك على ظهر الارض فتحللت جثته قبل التخلص منها اما بالحرق او برميها في مياه احد الانهار.

 

ما هو أصل هذة الظاهرة وهل إقتصرت على حضارات دون غيرها

ساد الاعتقاد بأن روح الإنسان تنفصل عن جسده عند الموت وتبقى حول المكان الذي يعيش فيه منذ غابر العصور , لكن اولى القصص الموثقة عن الاشباح كانت في بعض رسائل الكاتب الروماني بليني الاصغر الذي اورد بعض قصص رؤية الاطياف والارواح التي عادت الى الحياة بعد موت اصحابها , وعلى نفس النهج سار الكاتب اليوناني لوسيان, اما اول قصة عن اشباح قادرة على ايذاء البشر فكانت في احدى المزارع الالمانية في العام 836 ميلادية حيث قامت بإحراق المحاصيل وضرب بعض المزارعين .
لم تسلم حضارة انسانية من قصص الاشباح والارواح الحائرة المحبوسة في الدنيا بسبب غضب اصحابها او معاناتهم من الظلم عند مقتلهم, وحتى في حضارة الاسلام ظهرت بعض القصص عند المتأخرين تتحدث عن مشاهدات لبعض الاطياف التي اعتبرت من محاولات الجن لدخول عالم البشر.

إستعمال الصورة كدليل إثبات

 

لم يكتفي بعض انصار وجود الاشباح بنقل القصص عن تجاربهم معها بل عرضوا صور تثبت وجهة نظرهم وقد لاقت بعض الصور شهرة واسعة ومعارضة واسعة ايضا وخاصة ان غالبية من نشروها من غريبي الاطوار والاشخاص الذين اشتهروا بعدم الاتزان وبإختلاق قصص عن الاشباح والكائنات الفضائية , ومن اشهر هذة الصور صورة السيدة البنية التي التقطت في قصر راينهام في انجلترا في العام 1936 وقد شكلت هذة الصورة عند البعض دليلا على وجود شبح سيدة القصر دورثي زوجة اللورد تشارلز تاونشيد الذي قام بحبسها بعد شكوكه بخيانتها له وذلك في بدايات القرن الثامن عشر , وقد انتشرت بعض القصص عن امرأة تلبس ثوبا بني وتتجول في القصر ليلا , ولعل سبب اعتقاد البعض بوجود شبح السيدة البنية هو عدم معرفة التاريخ الحقيقي لوفاة السيد دورثي فهناك من يعتقد انها عاشت عشرات السنين بعد جنازتها المزعومة, كذلك كانت صورة فني الطيران فريدي جاكسون في عام 1915 والذي يظهر انه قرر اخذ صورة تذكارية مع زملائه لكنه لم يستطع فقد لقي حتفه في حادث تحطم مروحية اثناء عملية صيانة طائرة , ولكن عندما التقطت الصورة ظهر فيها شبح فريدي وكأنه اصر على ان يظهر في الصورة التذكارية حتى بعد وفاته .
ثبت عند تصفح كثير من الصور انها يمكن ان تكون نتيجة احدى ثلاثة اسباب فقد ثبت نوايا بعض المصورين السيئة في تزييف هذة الصور ليحصلوا على الشهرة , كما ان بعض الصور كان نتيجة اخطاء في التصوير والتحميض , فيما ساهم تلويث بعض الصور ببقع الزيت او الماء في التشويش عليها واظهار اشكال كأنها اشباح تواجدت اثناء التقاط الصورة .

أشهر قصص الأشباح


اشتهرت بعض قصص الاشباح على مستوى امم بكاملها وكان اشهر هذة القصص في العصر الحديث ما دار حول رؤساء الولايات المتحدة الاوائل واشهرهم بينيامين فرانكلين احد المؤسسين الاوائل لامريكا وابرهام لينكن الذي اغتيل برصاص قناص ,وقد تعددت الشهادات التي تدعي رؤية كل من لينكن وفرانكلين في اماكن عدة ومنها البيت الابيض والمحكمة العليا, وفي الجهة الاخرى من العالم وتحديدا في تايوان يقيم المواطنون مهرجانا سنويا للاشباح التي يعتبرونها ودودة وتساعدهم في حياتهم اليومية, وفي الماضي كانت قصة شبح السيدة دورثي تاونشيد التي حبست في قصر راينهام في القرن السابع عشر , وكذلك الملكة آن بولين زوجة الملك هنري الثامن التي اعدمت في القرن السادس عشر نتيجة سلوكها الاجرامي ولجوئها لممارسة السحر والشعوذة وغير ذلك من الاشباح .
 والقصص التاريخية لم تقتصر على الشخصيات بل شملت عائلات وكذلك نالت الاماكن المهجورة والقصور المخيفة نصيبها من القصص والشائعات فهناك قصص ظهرت تقول بوجود اشباح في برج لندن بالاضافة الى البيت الابيض في امريكا وكذلك قلعة ادنبره في اسكتلندا , ومئات بل الاف القصور والقلاع والبيوت الغريبة.

الإعلانات


بنظر المؤمنين بظاهرة الاشباح هي ظاهرة حقيقية تستحق البحث وعناء التفتيش في اصل كل منها , وهم يرون ان السبب وراء ظهور هذة الاشباح هو لإيصال رسائل من عالم الاطياف الى البشر , فيما يرى المشككون ان الاشباح تظهر عندما يسود الجهل والخوف من الاماكن المهجورة او التي سكنها مجرمون من قبل وقد ارجعوا ظهور قصص الاشباح الى عدة اسباب اهمها , رغبة بعض المتنفذين في ابعاد الناس عن بعض الاماكن بإختلاق قصص الاشباح الصاخبة والمخيفة حتى يحافظوا على سرية ما يقومون به من اعمال , فيما يرى اخرون ان بعض القصص نتيجة رغبة البعض في الشهرة وذلك بإدعائهم رؤية اطياف وارواح اخبرتهم بقصص من الماضي مستفيدين من جهل غالبية الناس بحقيقة ما يتحدثون عنه , وهناك من العامة من لم يصدق ان بعض القادة او المجرمين قد انتهى ومات بكل بساطة ودفن تحت الأرض مما جعله يصدق اي قصص تحاك حول هؤلاء القادة او المجرمين.
ساهم التطور العلمي في كشف حقيقة كثير من الخدع والاكاذيب والقصص الغامضة حول الاشباح لكن السينما ما زالت تروج لكثير من قصص الاشباح فهناك مئات القصص التي ظهرت في السينما عن اشباح صامتة واخرى صاخبة واشباح طبية او شريرة وعلى نفس المنوال تم تأليف الروايات والقصص التي خلدت اسماء بعض الاماكن المسكونة , وهو ما جعل ظاهرة الاشباح حية الى يومنا هذا على الاقل في صفحات القصص وفي اروقة السينما ولو ان عدد المصدقين بها قد تناقص بشكل كبير .

  لكم التعليق