468x60 Ads

الصورة رقم 1 الصورة رقم 2 الصورة رقم 3 الصورة رقم 4 الصورة رقم 5

الأحد، 22 مايو 2016

حقيقة العصور المظلمة ( العصور الوسطى )

حين نقرأ التاريخ نجد أن مما كتب فيه ، 
أن البشرية قد مرت بفترة وحقبة من الزمن إسمها ،
العصور الوسطى أو العصور المظلمة .
فما هي تلك العصور ومن ذا الذي قام بإنارتها وتحويلها إلى عصور ذهبية .

 

قال الغرب حين كتب تاريخ البشرية أن العصور المظلمة أو الوسطى ،
قد بدأت منذ نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية ، 
حيث بدأت البشرية في نظرهم في الدخول في مرحلة أفول وإنحطاط ، 
فقد إنتشر الجهل وإستفلحت الأمراض ، 
وضاعت الكثير من المهارات الفنية والتقنية القديمة ،   
حيث كانت القرون الأولى من العصور الوسطى ، 
خاصة من القرن الخامس إلى أواخر القرن العاشر الميلاديين ،  
أقرب إلى أن تكون مظلمة ، حيث أصيبت حضارة غربي أوروبا بالانحطاط ، 
ولم يتبق من معرفة الرومان القدامى ،
سوى ما بقي في قلة قليلة من مدارس الأديرة والكاتدرائيات والبلاط  
أما المعرفة التي نُقلت عن اليونانيين فقد إندثرت تقريبًا . 
وكان الذين تلقوا علمًا فئة قليلة من الناس  
كما ضاعت الكثير من المهارات الفنية والتقنية القديمة
 وسيطرت على حياة الناس الأساطير والخرافات والحكايات الشعبية 

 وأمسى الكُتّاب ، في جهالتهم ، 
يتقبلون تلك الحكايات الشعبية والشائعات على أنها حقيقة  
وظهرت بينهم الطبقات الاجتماعية والطائفية مثل ،  
( النبلاء ، البارونات ، الإقطاعيين ، الفلاحين ، العبيد …. الخ ) ، 
فكان لكل طبقة مكانة ودور وإمتيازات 
فإنتشرت معها الصراعات ونشبت الحروب الهمجية الطاحنة .


لذلك صاغ الأكاديمي والمفكر الإيطالي 

فرانسيسكو بتراكا مصطلح ( العصور المظلمة ) .في عام 1330 
وكان يقصد به إنتقاد شامل لطابع العلم والأدب اللاتيني في تلك الفترة ،
 شأنه شأن بقية العلماء ممن سبقوه أو لحقوا به في هذا المصطلح  .
ولا يذكر أولئك المؤرخون أنه في نفس تلك الفترة ، 

وفي مقابل الظلام الدامس الذي خيم على غرب أوروبا ، 
كانت الحياة أكثر إشراقًا في جهات أخرى من العالم ، 
فقد كان المسلمون في نفس الوقت يعيشون في ثراء حضاري وثقافي ، 
والذي تمثل في مرحلة العصر الذهبي في تاريخ البشرية ، 
لأن المسلمون لم يقوموا حينها بإستعباد ولا إستعمار الشعوب الأخرى ، 
بل كانت تدخل ضمن المسلمين ، 
وكانت الشعوب الإسلامية تعمل في نفس تلك الحقبة من أجل أهداف سامية وعالية .
من أجل الارتقاء بالبشرية والنهوض بالحضارة الإنسانية ، 
فقد قاموا بتقديم وتطوير الكثير من العلوم وقدموا الكثير والكثير من الإختراعات . 
والتي نعيش الآن في ثمارها ، 

لتمثل حقبة ذهبية حقيقة وعملية وعلمية في تاريخ البشرية . 
وكانت تمثل إعداد وتمهيد للمرحلة التي تليها 

وهي الدخول في مرحلة وحقبة العصور الصناعية .
وكذلك قدموا الكثير من الأنظمة ، 
ومنها الاقتصاد الإسلامي الذي هو عبارة عن مجموعة المبادئ والأصول الاقتصادية ،
التي تحكم النشاط الاقتصادي التي وردت في نصوص القرآن والسنة النبوية ، 
والتي يمكن تطبيقها بما يتلاءم مع ظروف الزمان والمكان . 
ويعالج الإقتصاد الإسلامي مشاكل المجتمع الاقتصادية ،
وفق المنظور الإسلامي للحياة ، 
الذي يقوم على العدل والمساواة والأخلاق ….الخ ، 
وهي أمور لم تكن معروفة في تلك الحقبة من التاريخ . 
و من هذا التعريف يتضح أن الأصول ومبادئ الإقتصاد الإسلامية 

التي وردت في القرآن والسنة , 
وهي أصول لا تقبل التعديل لأنها صالحة لكل زمان ومكان 

بغظ النظر عن تغير الظروف مثل الزكاة .
ولكن دخل المسلمون في مرحلة توقف وسكون 

نتيجة اتساع الخريطة وتشتت أمور الحكم ، 
فأخذت الدول الغربية تلك الفرصة والتي قامت الأنظمة الملكية لديها 

في الانطلاق بمرحلة الكشوفات الجغرافية الأوروبية ، 
وعادت معها ظهور النزعة الإنسانية في تلك المجتمعات ،
وظهرت حركة الإصلاح الديني البروتستانتي بداية من سنة 1517 . 
وهذه الأحداث هي التي أدت إلى دخول أوروبا في مرحلة بداية الحداثة 

التي تلتها مرحلة الثورة الصناعية ، 
ودخلتها بالإنابة عن المسلمين ، وتسلمت زمام الأمور ، 
فأخذت تتقدم في المجال العلمي والصناعي حتى وصلنا إلى الحال الذي نحن فيه الآن .
لذلك يعتبر هذا التطور العلمي والتقني نتيجةً وأثراً من آثار العصر الذهبي ،
الذي قدمه المسلمون لتاريخ البشرية ، 

وكانت العلوم والإختراعات التي قدومها ،
هي مبادرة ومساهمة تعليمية وعالمية عززت الوعي والفكر،
من خلال ألف سنة من الانجازات العلمية والثقافية من الحضارة الإسلامية .
حيث بدأت من القرن السابع وساعدت تلك المساهمات في بناء أسس عالمنا المعاصر .
ولابد من توضيح دور الإسلام والمسلمين ،
في مسح إسم العصور الوسطى أو المظلمة من تاريخ البشرية 

وإستبداله بإسم ( العصور الذهبية ) . 
وقد قال تعالى في كتابه الكريم : وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون . ولا تزال البشرية والحضارة الإنسانية تنتظر من العرب ومن المسلمين ،
أن يقوموا بدورهم في نشر السلام والمحبة والعدالة من أجل النهوض بها مرة أخرى ،
إلى الرقى وإلى الأمان والحياة الكريمة 

لجميع البشر بغض النظر عن ألوانهم وأعراقهم ومعتقداتهم

لكم التعليق