468x60 Ads


الخميس، 1 أكتوبر 2015

رائعة ديستوفسكي ( المقامر )

رائعة ديستوفسكي ( المقامر )

كتب ديستوفسكي رائعته " المقامر " من واقع كونه مقامر لا يبحث عن الفوز :
أقسم أن الشره للمال لا شأن له عندي باللعب، رغم أن الله يعلم أني بحاجة إلى المال."
بل هو باحث عن إشباع رغبته في تعذيب نفسه التي تشعره بالمتعة :
إن المرء ليجد لذة في أدنى درجة من درجات الإنحطاط والمذلة. "
ارتبطت دائما المقامرة بالسادية والمازوخية فإدمان القمار والخسائر المادية والنفسية تتعارض مع إدعاء السعي للفوز ومزاعم الحصول على الإثارة فالمقامر المرضي لا يسعى إلى الغاية المعلنة "المال" بل إن خسارة المقامر وعذابه مصدر سعادته لأنها تشبع مازوخيته وتعزز نرجسيته فهو الضحية والمظلوم والشهيد الذي يتحمل كل هذا العذاب الفريد .
في واقعنا المعاصر تجسد "التيارات الإسلاموقراطية" المنحى المرضي للقمار ، 
فالديمقراطية كازينو كبير فيه رابح وخاسر و"الإسلاموقراطي" يظهر أعراض القمار المرضي فهو لا يملك لا الرغبة ولا الإرادة لوقف إدمانه لهذه اللعبة التي ما انفك يخسر فيها لأنه مستمع بعذاباته وبإشباع مازوخيته ولا يهتم بالبحث عن السبيل الصحيح للوصول إلى الغاية المعلنة من دخوله للعبة الديمقراطية ويسوق لسلسلة خسائرة المتتابعة تحت عقيدة المظلومية لإيجاد دوافع للإستمرار فيصير عنده الإضطهاد والتآمر مكسب وإنجاز يقتات عليه الأتباع والذين يتقمصون عقيدة الفداء :
كم من حين تغتبط الضحية نفسها بإقتيادها الى التضحية بها !
فلا تشككهم خسائرهم ولا أعمارهم التي انقضت في التيه في اختياراتهم بل تعززها إذ تحقق لهم إشباع رغباتهم المريضة مع تلاعب بالمصطلحات فالذل والخنوع المرضي يصير تمحيصا وابتلاء قاطعين بذلك أي طريق على الحركات التصحيحية الداخلية أو النصائح والإنتقادات التي توجه لهم .
هل يهتم "الإسلاموقراطي" بكلام عذاله في معشوقته الديمقراطية ؟
وهل نقص حبه لها ؟ : 

إنني أحبك بغير أمل وأعرف أن حبي سيزداد بعد ذلك ألف مرة وإذا قتلتك يوما سيكون علي أن أقتل نفسي أيضا ولكنني سأؤجل قتل نفسي ما استطعت إلى التأجيل سبيلا حتى أشعر من فراقك بذلك العذاب الذي لا يطاق !
هل تصدقين هذا الشيء الذي لايصدق أنني في كل يوم أحبك أكثر مما كنت أحبك في اليوم السابق .


0 التعليقات:

إرسال تعليق