468x60 Ads

الصورة رقم 1 الصورة رقم 2 الصورة رقم 3 الصورة رقم 4 الصورة رقم 5

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

قف ،، هذه إمبراطورية الموت !! .

قد لا يختلف اثنان في أن باريس مدينة  رائعة الجمال .. 

 
لكن ما لا يعلمه اغلب الناس ، 
هو أن تحت هذه المدينة الكبيرة التي طبقت شهرتها الآفاق ، 
وأسفل صروحها العظيمة كبرج أيفل واللوفر وبوابة النصر الشهيرة ، 
  توجد متاهة عظيمة من الإنفاق المظلمة 
التي حفرتها سواعد آلاف العمال الكادحين عبر القرون ،
حتى توسعت لتصبح عالما آخر لا يمت بصلة لباريس النور والجمال .. 
عالم سري مخيف  تحرسه ملايين الجماجم وتعطر أجواءه رائحة  الموت الثقيلة .. 
تعال معنا عزيزي القارئ في رحلة قصيرة لنتعرف على سراديب  الموت الباريسية .
ربما تكون الصورة المطبوعة في ذهن أغلب الناس عن باريس 
تتمثل بالشوارع الصاخبة 
التي تتناثر المقاهي على جنباتها  والقصور التاريخية ذات الحدائق الغناء 
والمتاحف والمسارح والمعارض الفنية وضفاف  السين الجميلة .. الخ ، 
ولا شك في أن باريس تزخر بالكثير من هذه الأمور ، 
فهي مدينة عريقة تواجد البشر فيها منذ أقدم العصور، 
وعثر المنقبون فيها على آثار يعود  تاريخها إلى 6000 عام . 
لكن الوجه الخفي من باريس والذي يكاد معظم الناس لا يعلمون  عنه شيئا ، 
هو أنفاقها وسراديبها القديمة ، 
 فـ أسفل العاصمة الفرنسية هناك 280  كيلومترا من الإنفاق والدهاليز والردهات والممرات المظلمة التي تشكلت خلال قرون مديدة  من الحفر والتنقيب 
لاستخراج الجبس وصخور الحجر الجيري التي استخدمت في بناء  المدينة نفسها .
في باريس القديمة ، والتي كانت تدعى  " لوتيتيا " في زمن الرومان ، 
كانت الصخور تقتلع من مناجم مفتوحة فوق سطح الأرض 
لكي تستعمل في تشييد المسارح والحمامات والمسابح 
وغيرها من المرافق والصروح  الرومانية . 
 وبعد رحيل الرومان وغلبت قبائل الفرانك على بلاد الغال أو ما يسمى اليوم بفرنسا ، 
إتخذ الملك كلوفيس الأول باريس عاصمة لمملكته عام 508 ميلادية ، 
ومنذ ذلك الحين بدئت المدينة الصغيرة تزدهر وتتوسع 
 حتى زحفت أحيائها السكنية لتغطي مقالع الحجارة الغنية بالصخور ، 
وهو ما جعل عملية الحفر المفتوح مستحيلا ، 
مما اضطر عمال المناجم إلى الانتقال للحفر تحت سطح الأرض .
 وحين  توج الملك فيليب الثاني ملكا على فرنسا عام 1180 ميلادية ، 
تصاعدت وتيرة الحفر بتشجيع منه وذلك لحاجته الماسة للأحجار ومواد البناء الأخرى 
من أجل تشييد سور كبير يحمي المدينة من هجمات الأعداء ، 
وهكذا ظهرت أول شبكة للأنفاق الباريسية ثم توسعت باستمرار عبر القرون 
حتى امتدت تحت اغلب أجزاء العاصمة .
 في القرن الثامن عشر شكلت الأنفاق والسراديب العميقة تحت باريس 
خطرا متزايدا على مباني وقصور المدينة ، 
فأغلب هذه الأنفاق كانت مهجورة 
ولم يكن معلوما على وجه الدقة إلى أين تمتد وأين تنتهي ، 
وهذا الأمر قاد في  النهاية إلى تخسفات مهولة في أجزاء عديدة من باريس 
مما أدى إلى تدمير أحياء سكنية برمتها ، 
وصار الناس مرعبون من أنفاق الموت المختبئة تحت منازلهم ، 
 ولهذا صدرت عام  1777 إرادة ملكية بوقف العمل في الأنفاق 
وإغلاق وردم أجزاء كبيرة منها .
لكن باريس القرن الثامن عشر لم تكن  تعاني من الانهيارات فقط ، 
بل كانت مشاكلها متنوعة ومتعددة ، 
وهذا هو ما قاد في  النهاية إلى تفجر الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789. 
وإحدى مشاكل باريس الكبرى  آنذاك كانت جثث وهياكل الموتى !. 
فـ باريس كما ذكرنا سابقا هي مدينة قديمة ، 
ولمئات  السنين كان سكانها يدفنون موتاهم في مقابر متفرقة حول المدينة 
حتى ضاقت تلك المقابر بموتاها ، 
فتقرر حل المشكلة في القرن الثاني عشر الميلادي 
عن طريق افتتاح  مقبرة مركزية جديدة أسمها مقبرة القديسين الأبرياء 
ليدفن فيها الباريسيون جثث موتاهم .
 لكن بمرور الزمن تحولت المقبرة الجديدة إلى مشكلة بحد ذاتها ، 
فـ الدفن فيها كان يتم بطريقة عشوائية غير منظمة ، خصوصا بالنسبة للفقراء ،   
حيث كانت جثثهم تكدس فوق بعضها وغالبا ما تدفن من دون كفن ، 
وكان القساوسة يقومون بإفراغ القبور القديمة بين الحين والآخر 
وينقلون هياكل الموتى داخلها إلى مقابر جماعية عند أطراف المقبرة ، 
وبهذا كانوا يفسحون المجال للمزيد من جثث الموتى الجدد .
 في الحقيقة كانت مقبرة القديسين الأبرياء 
أشبه بمقابر تراكمت فوق بعضها حتى وصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أقدام ، 
كانت  أرضها متخمة بالجثث ولم يكن هناك متسع لموتى جدد ، 
لكن مع هذا استمر المسئولون عنها  في تكديس المزيد والمزيد .. 
وبالطبع فأن هذه الجثث المكدسة والمضغوطة داخل مساحات صغيرة 
أصبحت بالتدريج مصدر إزعاج كبير للسكان ، 
فسوق المدينة المركزي كان يقع  بالقرب من المقبرة ، 
ورائحة التعفن والتفسخ المنبعثة عن الجثث كانت لا تطاق ، 
وقد  امتدت هذه الروائح الكريهة إلى مياه الشرب المستخرجة من الآبار فلوثتها ، 
 ثم وقعت  الطامة الكبرى 
حين تهدمت بعض الأجزاء من جدران المقبرة نتيجة الضغط المتراكم فوقها 
فقذفت بالجثث المتفسخة والنتنة إلى الشوارع مما أدى إلى تفشي الأمراض  والأوبئة .
أصبحت مقبرة القديسين الأبرياء تشكل  مصدر إزعاج كبير في قلب باريس ، 
لذلك أخذت السلطات تبحث عن حل لهذه المشكلة  المتفاقمة ، 
وقد خطرت لأحد ضباط الشرطة فكرة جيدة عام 1777 ، 
كان هذا الضابط يدعى  أليكساندر لينور ، 
 وقد أقترح نقل جميع الجثث والهياكل العظمية الموجودة في مقبرة  القديسين الأبرياء 
إلى بعض الأجزاء من شبكة الأنفاق الباريسية . 
وفي عام 1785 وافقت الحكومة على خطته 
فتقرر نقل المقبرة بأكملها إلى مجموعة من الأنفاق تقع إلى الجنوب  من باريس .
نقل الموتى من المقبرة إلى الأنفاق  لم تكن مهمة سهلة ، 
فنحن هنا نتحدث عن جثث وبقايا أكثر من ثلاثين جيلا من سكان  باريس ،
 أو ما يقارب الستة ملايين من الموتى المكدسين فوق بعضهم . 
لهذا فأن عملية النقل  كانت شاقة استمرت لعدة سنوات .
كانت القبور تنبش أثناء الليل ثم تنقل  الهياكل العظمية في عربات سوداء ضخمة 
إلى الأنفاق لتكدس هناك دونما عناية أو ترتيب ،  
 لكن في عام 1810 قام مهندس يدعى لويس دي توري 
بالأشراف على عملية ترتيب هذه العظام والجماجم إلى شكلها الحالي 
الذي يراه السياح عند زيارتهم لسرداب الموتى في باريس . 
سراديب موتى باريس تمتد لـ 1.7  كيلومتر ، 

وهناك بوابات قديمة صدئة تخفي وراءها أقساما أخرى 
غير مسموح للسياح  بالتجول داخلها .
عزيزي القاريء
إذا سافرت يوما إلى باريس .. وأردت زيارة سراديب الموتى :
فلإنك بعد قطع التذكرة ستهبط سلما طويلا  يتألف من 83 درجة ( 20 مترا ) 
سيوصلك إلى رواق معتم يسوده صمت ثقيل لا يقطعه سوى صوت  المياه المترقرقة داخل مجرى مائي خفي عن الأعين ، 
 الرواق الطويل سيوصلك إلى مدخل  سرداب الموتى ،،
حيث ستستقبلك صخرة كتب عليها بالفرنسية : " قف ، هذه إمبراطورية  الموت " !! ،
وما أن تعبر هذا المدخل حتى تتيقن بأنك قد دخلت فعلا إمبراطورية  الموت .. 
مملكة هاديس السفلية المظلمة .. حيث العظام والجماجم تحيط بك من كل جانب ،  
وحيث ترمقك محاجر العيون الفارغة لأناس ماتوا قبل مئات السنين بنظرات جوفاء تلسع  برودتها جلدك 
وقد يخفق لها قلبك – رعبا بالطبع - ..
لكن هل هناك من يفكر 
بأن كل واحد من هؤلاء الموتى القابعين في هذه السراديب ، 
كان يوما ما إنساناً مشى على أديم الأرض 
وكانت له  حياته وعائلته وأمنياته وأفراحه وأحزانه .. الخ ، 
رجال أغنياء وفقراء ساوى بينهم  الموت ، 
نساء حسناوات كن يوما ما محط الأنظار ومهوى الأفئدة .. 
أناس كانوا مثلي  ومثلك وإنتهى بهم المطاف كقطعة ديكور في مقبرة جماعية !! .. 
أنها سخرية الأقدار ..  
لكن هل نعلم أنا وأنت إلى أين ستنتهي جماجمنا بعد مئات السنين ؟.


لكم التعليق



الأحد، 2 أكتوبر 2016

رجل يجيد ممارسة اﻻحترام





شقيقها..
صديقها..
حبيبها..
زوجهـا..
أو شخص ﻻ تعرفه ..
المهم هو رجل يجيد ممارسة اﻻحترام !!.




لكم التعليق