468x60 Ads

الصورة رقم 1 الصورة رقم 2 الصورة رقم 3 الصورة رقم 4 الصورة رقم 5

الأحد، 20 ديسمبر 2015

أحياناً تجود السماء بأكثر من المطر


أحياناً تجود السماء بأكثر من المطر !! .


هل يعقل بأن السماء تهطل عناكب و اسماك و ضفادع ؟ ..
في الحقيقة نعم .. ففي الهندوراس .. تلك الدولة الصغيرة التي تقع في أمريكا الوسطى .. في مقاطعة يورو بالتحديد .. تهطل الأسماك بدلا من المطر ! .. وهذه الظاهرة تسمى بـ (مطر الأسماك ) ، وقد شغلت العلماء منذ قرن من الزمان . وتحدث هذه الظاهرة في شهرين مايو و يوليو من كل عام حيث تتكون غيمة سوداء كبيرة معها رعد وبرق وبعد ذالك تهطل كميات كبيرة من الأسماك .
هذه الأسماك تكون صالحة للأكل أيضا , لكن وجد العلماء بأن هذه الأسماك ليست لها أعين .
طيب من أين تأتي هذه الأسماك ؟ ..
هذا هو السؤال الذي حير العلماء ودوخهم ..
يجمع الأسماك المتساقطة في هندوراس ..
طبعا أغلب النظريات التي وضعت لتفسير ظاهرة أمطار الأسماك تذهب إلى أن مصدر الأسماك هو المحيط , وأن الأعاصير تحمل معها تلك الأسماك وتلقيها على اليابسة مع مطر .
لكن هذه النظرية تبدو بعيدة المنال عندما يتعلق الأمر بأمطار الأسماك في هندوراس .. لماذا ؟ ..
لأن مدينة يورو التي تسقط فيها تلك الأسماك سنويا تبعد حوالي 140 ميلا عن شاطئ المحيط , فلا يعقل أن تحمل الأعاصير كل تلك الأسماك لهذه المسافة الطويلة لتلقيها على تلك المدينة النائية دونا عن بقية البلدات والمدن في هندوراس .
من أين إذن تأتي الأسماك ؟ ..
السكان المحليين في يورو لديهم أسطورة .. تزعم بان أحد القديسين زار مدينتهم منذ زمن طويل , وبأنه شاهد فقر السكان المدقع وجوعهم وعوزهم ، فتضرع إلى الله لمدة 3 أيام و3 ليال ، وبعد انقضاء تلك المدة أتت غيمة سوداء كبيرة فأمطرت سمكا كثيرا على المدينة ، فأخذ الفقراء من تلك الأسماك وأكلوا حتى شبعوا .
اسماك متساقطة مع المطر في جنوب استراليا 2010
أسطورة جميلة .. لكنها ليست مقنعة بالنسبة للعلماء الذين لا يؤمنون بالغيبيات .. لهذا وبعد بحث طويل خرج علينا هؤلاء بنظرية جديدة مفادها أن مصدر تلك الأسماك ليس المحيط ، وإنما الأنهار والينابيع القريبة من مدينة يورو ، حيث تحملها الأعاصير والرياح الشديدة من هناك وتلقيها على المدينة .
طبعا لا يوجد دليل واحد يثبت صحة هذه النظرية ، لكنها بنظر العلماء تظل الأكثر أقناعا .. أما حقيقة مصدر تلك الأسماك العجيبة فيبقى أمرا لا يعلم كنهه سوى الله سبحانه وتعالى .
طبعا أمطار الأسماك حدثت وتحدث في أماكن أخرى من العالم ، فقد هطلت في سنغافورة والهند واستراليا وأمريكا والفلبين .. وفي أماكن أخرى ، لكن ليس بنفس الوتيرة والغرابة كما في مدينة يورو الهندوراسية .
وقد ذكر ابن الجوزي في كتابه المنتظم أمرا مماثلا حيث يقول في ذكره لحوادث سنة 428 هـ ما يلي :
"وفي ربيع الآخر: ورد كتاب من فم الصلح ذكر فيه أن قوماً من أهل الجبل وردوا وحكوا أنهم مطروا مطراً كثيراً في أثنائه سمك وزن بعضه رطل ورطلان ".
الأمطار لا تحمل معها السمك فقط ، بل قد تحمل في جعبتها أمورا أكثر غرابة ..
صورة لمطر العناكب ..
ففي مدينة سان انطونيو دا بالتينا  في البرازيل هبطت العناكب من السماء بدلا من المطر ! .. وهذه العناكب كانت ترتطم بأسلاك الكهرباء و بأي شيء آخر وتحاول الالتصاق به  حتى لا تجرفها الرياح .
العلماء فسروا هذه الظاهرة بأنها نتيجة هبوب عاصفة قوية سحبت العناكب معها ونقلتها إلى مكان آخر بعيد . أما التفسير الثاني هو أن شبكة عناكب ضخمة ملتصقة بين العمدان انقطعت وأدت إلى سقوط العناكب كالأمطار .
وقد تمطر السماء ضفادع أيضا ؟ .. تماما كما في ذلك المقطع الشهير من فيلم مغنوليا (Magnolia - 1999) ..  
وتوجد وثائق تاريخية كثيرة تبين لنا أن السماء أمطرت ضفادع في بيونيا و دروانيا وملئت الضفادع  جميع الشوارع فاخذ الناس يقتلونها ولكن بلا فائدة لأن أعدادها كثيرة و أفسدت المياه و الطعام و المحاصيل فلم يجد سكان المدينتين حلا سوا أن يتركوا و يهجروا بلادهم .
السماء تمطر ضفادع ..
وذكر الجاحظ  في كتاب الحيوان ما يلي : ( وزعم حُريثٌ أنّه كان بأيذَج ، فإذا سحابة دهماء طخياء تكاد تمسُّ الأرض ، وتكاد تمسُّ قِممَ رُؤُوسهم ، وأنَّهم سمعوا فيها كأصوات المجانيق ، وكَهدير الفحول في الأشوال ، ثم إنَّها دفَعَت بأشدِّ مطر رُئي أو سُمِع به ، حتى استسلموا للغرق ، ثمَّ اندفعتْ بالضفادع العظام ، ثم اندفعت بالشبابيط [ ضربٌ من السمك ] السِّمان الخِدال فطبخوا واشتَوَوا، وملَّحوا وادَّخَروا ) .
وفي حوادث مشابهة هطلت الضفادع  على الاتحاد السوفيتي والهند واستراليا عام 1944 ، وهطلت على انجلترا أيضا ، والغريب أن الضفادع  التي هطلت على انجلترا كانت صغيرة كأنها أجنة . وفي بلغاريا أمطرت السماء في عام 2005 ضفادعا صغيرة وصفها أحد الشهود قائلا : " رأيت ما لا يحصى من الضفادع الصغيرة تهطل من السماء " .
وقد تمطر السماء كائنات أخرى غريبة , فقد أمطرت قناديل بحر في انجلترا عام 1894 , وديدانا في لويزيانا بالولايات المتحدة عام 2007 . وفي عام 2014 سقطت عشرات آلاف الخفافيش ميتة من السماء في جنوب استراليا .. سقطت ميتة بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في تلك المنطقة ، وتسببت رائحة تعفنها في الشوارع بأذى كبير للسكان .
البقرة الطائرة ..
عطايا السماء قد تتضمن أمورا لا تخطر على بال ، فمثلا أحد مراكب الصيد في بحر اليابان تحطم وغرق لأن بقرة سقطت فوقه من السماء ! .. من أين أتت البقرة ؟ .. هذا هو السؤال الذي حير الجميع .. ليتبين لاحقا بان طائرة روسية كانت تحمل بقرة فوق بحر اليابان عندما قرر الطاقم التخلص من البقرة على علو آلاف الأقدام لأنها فزعت وراحت تتصرف بعنف مما هدد بسقوط الطائرة ، وتشاء الصدفة العجيبة أن تنزل تلك البقرة فوق مركب الصيد الياباني ! .
وفي عام 2014 تفاجأ الناس بسقوط أشلاء جثة بشرية في احد شوارع مدينة جدة بالسعودية ، الجثة تعود لرجل أسمر البشرة وفيها إصابة بالغة بالرأس ، والظاهر أنها سقطت من طائرة .
وفي عام 1876 أمطرت السماء قطعا وشرائح من اللحم في كنتاكي بأمريكا ، وقد كتبت الصحافة بإسهاب آنذاك عن هذا الأمر الذي حير الناس ، وتبين لاحقا بالفحص المختبري أن القطع هي من لحم الخيول ، وظل سر سقوطها من السماء لغزا محيرا حتى يومنا هذا ، خصوصا إذا علمنا بأنه لم يكن هناك وجود للطائرات في ذلك الزمان .
وقد تمطر السماء دما .. فعبر العصور حدثتنا النصوص التاريخية بأن السماء أمطرت دما في عدة مناسبات ، وغالبا ما نظر الناس للمطر الدموي الأحمر على أنه إشارة لغضب السماء ، ويقترن هطوله مع وقوع أمر جلل على الأرض ، ويعتبر فألا سيئا أو من علامات الساعة .


فيلم وثائقي قصير عن امطار كيرلا الدموية ..

وغالبا ما عزا العلماء سبب سقوط المطر الدموي إلى الرمال والتربة الحمراء التي تحملها الرياح من الصحاري والقفار فتختلط بالماء وتعطي المطر لونا احمرا مميزا . لكن الأمطار الدموية التي هطلت على ولاية كيرلا في الهند ابتداء من عام 2001 جعلت العلماء يغيرون رأيهم حول مصدر المطر الدموي ، فعينات المياه التي جمعت وحللت في المختبرات أظهرت وجود جزيئات حمراء غريبة غامضة هي التي تعطي المطر ذلك اللون الأحمر المميز ، هذه الجزيئات حية ، لكنها تفتقد للحمض النووي ، الأمر الذي زاد من حيرة العلماء ، وقد اختلفت آرائهم في مصدر تلك الجزيئات ، منهم من عزاها إلى مصدر نباتي كلحاء الأشجار أو الأعشاب البحرية ، وهناك من عزاها إلى المذنبات والنيازك ، وهناك أيضا نظرية غريبة تعزوها إلى كائنات فضائية قادمة من عوالم أخرى .
الجزيئات الغامضة التي عثروا عليها في مطر الدم ..
سقوط المطر الدموي هو مصدر رعب للبشر ، لا أظن أحدا يتمنى أن تتلطخ ملابسه بدماء نازلة من السماء .. لكن هناك أمور أخرى يتمنى الناس بشدة أن تنزل عليهم .. فكثيرا ما رفع الفقراء أكفهم إلى السماء داعين الله أن يمطرها نقودا وذهبا ! .. وفي حالات نادرة تحققت هذه الأماني وتحولت إلى حقيقة .. فهناك قصص عديدة عن نزول عملات معدنية مع المطر ، أحيانا تكون هناك كنوز مدفونة في الصحاري والأماكن النائية تحملها الأعاصير وتلقيها في أماكن مأهولة بالسكان .
لكن في أغلب المناسبات التي نزلت فيها النقود من السماء لم يحدث ذلك بفعل الأعاصير ، وإنما بفعل وتدبير البشر . ولعل أكثر ما يميز أمطار النقود هو مشهد الناس التي تتدافع وتتراكض لجمع الأوراق المالية المتناثرة في الهواء ، والسعادة العارمة التي تنتابهم جراء جني تلك الأموال من دون عناء أو تعب .. وربما لهذا السبب ، أي لجعل الناس سعداء ، فقد اختار ثري أمريكي طريقة مبتكرة لوداع هذه الحياة وجعل الناس يترحمون على روحه من صميم قلوبهم ، إذ أوصى بان يتم إلقاء مبلغ عشرة آلاف دولار من تركته بواسطة طائرة هيلوكبتر فوق البلدة التي كان يعيش فيها ، وما أن القي المبلغ حتى تراكض الناس وراحوا يطاردون الأوراق المالية بلا كلل أو ملل . واليوم أي شخص في تلك البلدة تسأله عن ذلك الثري الميت فأنه يذكره بمحبة واعتزاز ربما أكثر من حبه واعتزازه بأبيه ! .
احد الاثرياء في اندنوسيا ينثر المال من طائرة على الفقراء ..
من الحوادث الطريفة الأخرى هو ما حدث في إحدى ضواحي مدينة ميامي الأمريكية ذات صباح من عام 2010 ، ففي ذلك اليوم السعيد بالنسبة لسكان تلك المنطقة وقعت حادثة غريبة على أحد الجسور التي تقطع منطقتهم حيث اصطدمت وانقلبت شاحنة مدرعة تحمل مبلغا كبيرا من المال ، وبتحطم الشاحنة تناثرت الأموال التي كانت تحملها وتطايرت في الهواء لتنزل فوق الشوارع والبيوت أسفل الجسر كالمطر ، وسرعان ما بدأ الناس يتصارخون : "إنها تمطر نقودا !" .. وتراكضت الحشود تتلقف الأوراق المالية النازلة من السماء ، لكن البعض لم يكلفوا أنفسهم عناء الركض ، إذ حط المال في حدائق منازلهم أو دخل من نوافذ غرفهم .. ياله من صباح سعيد ..
الأهالي جمعوا في ذلك اليوم ما مقدراه نصف مليون دولار من الأوراق المالية ..
أما أطرف ما في القصة فهو أن سيارات الشرطة بدأت تدور في الشوارع وتطلب من السكان عبر مكبرات الصوت أن يعيدوا الأموال التي جمعوها .. لكن أحدا لم يحضر إلى مركز الشرطة لتسليم ما جمعه باستثناء امرأة عجوز وصبي .. العجوز أتت بمبلغ 19 دولار .. والصبي أتى بمبلغ 85 سنت .. أي أقل من دولار واحد ! .. 






 بقلم : ولاء ناصر